تعتمد البكتيريا المتواجدة بالملايين في جسم الإنسان، على الإنسان نفسه بشكل مباشر وذلك للحصول على طاقتها، أو على المواد الغذائية الموجودة على إحدى طبقات الجلد، أو من خلال تفتيتها للطعام الذي يستقر في المعدة، ثم في الأمعاء.
ومن المعروف أن أنواع البكتيريا ليست كلها ضارة، بل توجد مجموعات منها تتميز بقدرتها في مساعدة الخلايا على القيام بوظائفها بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، معتمدة بذلك على العديد من الوسائل التي تساهم في تعزيز التواصل بينهم.
كيف يحصل الإنسان على البكتيريا النافعة؟
عن هذا التساؤل تجيب أخصائية التغذية روان عطا، بأن الإنسان يحصل على هذا النمو البكتيري النافع بعد الولادة من الأم، والرضاعة الطبيعية، والبيئة المحيطة به، بالإضافة إلى النظام الغذائي وأسلوب الحياة الذي يمارسه الفرد.
ولما يلعبه هذا المزيج البكتيري المتنوع والمتوازن من أدوار مهمة وأساسية للجسم، فإنه يساهم في الحفاظ على الصحة العامة للجسم. إذ وجدت الدراسات أن هناك رابطاً بين البكتيريا الموجودة في الأمعاء والإصابة ببعض الأمراض مثل: سرطان القولون، والتهاب القولون التقرحي، والسكري، والسمنة، والقلق، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، والتوحد.
هل لهذه البكتيريا فوائد؟
وفق الأخصائية عطا، هناك مجموعة كبيرة من الفوائد للبكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، ومن أهمها: إنتاج العديد من الفيتامينات المهمة للجسم كحمض الفوليك، والنياسين، وفيتامين (B6)، وفيتامين (B12)، وفيتامين (K)، كما تساعد على هضم الجزيئات المعقدة الموجودة في بعض أنواع الطعام، والحصول على المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم منها.
إن عمليات الأيض التي تقوم بها البكتيريا النافعة تؤثر في شعور الإنسان بالجوع أو الشبع، وتحفز الكائنات الحية الدقيقة الموجودة داخل الجسم لتكوين المناعة المكتسبة، وهي آلية دفاع الجسم عند دخول الكائنات المسببة للأمراض، وفي حال لم يتعرض الجسم للجراثيم والميكروبات بشكل غير كافٍ في المراحل العمرية المبكرة، فإن هذا يزيد من احتمالية إصابته بمشاكل المناعة.
وتساهم البكتيريا النافعة أيضاً في تحديد كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم من الغذاء، كما تنتج أنزيم اللاكتيز الضروري لهضم السكر الموجود في الحليب ومشتقات الألبان الأخرى.
تخفف من زيادة الوزن
تحدّ من الزيادة المفرطة في الوزن، بحسب عطا، وهذا أيضاً ما لاحظته دراسة بريطانية أن وجود نوع معين من البكتيريا النافعة يرافقه انخفاض في وزن الجسم.
ويمكن لبعض الممارسات الصحية أن تساهم في إعادة تشكيل وتحسين نوعية البكتيريا النافعة في الأمعاء، ومنها: إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي وتجنب الغذاء الغني بالسكريات والدهون، وتناول الغذاء الصحي والمتنوع، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الشوفان، وبذور الكتان، والفواكه، والخضراوات.
محاذير من قتل البكتيريا النافعة
تجنب استخدام المضادات الحيوية قدر الإمكان، وتناولها تحت إشراف الطبيب عند الضرورة فقط، هو ما تحذر منه الأخصائية عطا، وذلك لأن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة مع الضارة، وتتسبب باختلال توازنها في الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي كالإسهال.
وهذا ما يدعو الأشخاص إلى تناول الأغذية المحتوية على البكتيريا النافعة مثل: اللبن، ومخيض اللبن، وبعض أنواع الجبن، وبعض الأطعمة المخمرة التي تعمل على العلاج والوقاية من بعض المشاكل الصحية كالإسهال المرافق لاستخدام المضادات الحيوية، ومتلازمة القولون المتهيج والتهاب القولون التقرحي، وتسوّس الأسنان، والتهاب اللثة، والأكزيما.
هل من الضرورة أخذ البكتيريا النافعة "البروبيوتيك" كمكمل غذائي؟
في حال أراد أي شخص شراء المكملات الغذائية عليه التأكد من مصدرها وموافقة منظمة الصحة العالمية ودار الغذاء والدواء عليها، والانتباه لطريقة حفظها، ويفضل تناولها صباحاً على معدة فارغة بحيث تكون نسبة حمض المعدة منخفضة، وفق عطا.
علماً بأن نسبة فائدتها غير مؤكدة لأنها لا تستمر في المعدة لفترة طويلة، وأن أنواع البكتيريا النافعة متعددة وتختلف من شخص لآخر، لذا نجد بعض الأشخاص قد يستفيدون من هذا المكمل، فيما آخرون لا يسفيدون لوجود هذه البكتيريا في أجسامهم.