كيف تساهم التغذية السليمة في إنقاذ حياتنا من الأمراض المزمنة؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
27 مارس 2020,4:37 ص

تشير الإحصاءات العالمية إلى أن أمراض القلب والشرايين ومرض الزهايمر وغيره من الأمراض التي تتسبب في تدهور القدرات العقلية هي الآفات الثلاث الناتجة عن الحياة العصرية التي نعيشها، وأن الأرقام واضحة ولا تدع مجالا للشك.

ففي فرنسا مثلا يموت كل سنة 170 ألف شخص بسبب أمراض القلب والشرايين، و 140 ألف شخص من مضاعفات مرضى السرطان، و 500 ألف يعانون من مرض الزهايمر، لكن سبل الوقاية من هذه الأمراض بسيطة، لأن التغذية هي إلى حد كبير المسؤول المباشر عن الإصابة بها، هذا ما توصل إليه الباحثون بعد إجراء دراسات علمية عديدة.

فيما ترتبط غالبية أمراض القلب والشرايين بعملية بطيئة تُعرف بتصلب الشرايين، وتحصل بشكل تدريجي، ما يؤدي إلى تقلص مجرى الدم داخل الشريان، فيعيق هذا التقلص وصول العناصر المغذية والأكسجين إلى أعضاء الجسم وأجزائه الأخرى.

عندما يصيب تصلب الشرايين أحد الشرايين التي توصل الدم إلى الدماغ، تتعرض لخطر الإصابة بما يُعرف عادة باسم "الجلطة الدماغية" أو "السكتة الدماغية"، وتؤدي هذه الإصابة إلى صعوبات في الكلام وشلل يصيب جزءا أو بعض الأجزاء من الجسم، وفق اختصاصي التغذية قتيبة محيسن.

لماذا يعتبر الغذاء الحماية الفضلى؟

تتوفر عند الطبيب لائحة كبيرة من الأدوية لحماية القلب والشرايين يصفها للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، هذه الأدوية فعالة وضرورية للعديد من الأشخاص، ولكن نادرا ما تكون كافية، وتشكل بالمقابل سببا للإصابات الثانوية وللآثار الجانبية غير المرغوب فيها، لا بل الخطورة كما أظهرت بعض الحالات التي حدثت مؤخرا، إلا أن الغذاء يلعب دورا وقائيا أساسيا سواء كان القلب معافى أم مريضا، يقول محيسن.

ماذا إذا أحسنا الاختيار؟

يمكننا أن نقلل من معدل النصف من احتمالات الإصابة بانتكاسة خطيرة إثر الإصابة بعارض في القلب أو الشرايين، وكمثال على فعالية الغذاء؛ فللسمك فعالية في معالجة عدم انتظام دقات القلب الذي يمكن أن يصيب أيا منا دون سابق إنذار، وهذا الاضطراب في دقات القلب ليس عرَضيا لأنه يؤدي في أسوأ الأحوال إلى توقف القلب، فيتكلم الأطباء عند ذلك عن الموت الفجائي، وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الأخيرة أثبتت أن تناول السمك بشكل منتظم ومتكرر يؤدي إلى انخفاض خطر الموت الفجائي بنسبة 80%.

ومثال آخر على الأطعمة، الفواكه والخضار والثوم والبصل حيث يمدون الجسم بفيتامين (B1) و (C) والبيتاكاروتين والفلافونويدات، وأيضا الحبوب الكاملة مثل البرغل والخبز المصنوع من طحين القمح الكامل فيمدونه بالسكريات بطيئة الاحتراق وفيتامين (B1) وكذلك المغنيسيوم.

وإن استخدامنا لزيتي الزيتون وزيت الكولزا يعطينا منافع الأحماض الدهنية الغذائية كالدهون الأحادية غير المشبعة ومتعددة اللاإشباع.

تشكل حالات السرطان الناتجة عن التغذية غير السليمة نسبة 30% من حالات السرطان عامة، وتفوق بالتالي نسبتي السرطان المتأتي عن التبغ والكحول، ومن ثم يمكن تخفيض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة الثلث تقريبا إذا أحسنّا اختيار طعامنا وطبخه وأكله.

أما الأعضاء الأكثر عرضة للسرطان فهي القولون والمعي والمستقيم والرئتان والبروستات عند الرجل وسرطان الثدي عند المرأة، وهذه الأنواع الأكثر تأثرا بالعادات الغذائية للأشخاص، فإذا أرادوا المحافظة على صحة جيدة، عليهم بتحسين نوعية غذائهم.

أما بالنسبة للأطفال، فلحسن الحظ أن عمر الطفولة ليس عرضة لأمراض القلب والشرايين والسرطان إلا أن تغذية الطفل بأفضل الطرق مهمة جدا، لعدة أسباب:

أولا: لكي يتعلم عادات غذائية سليمة تفيده طيلة حياته.

ثانيا: تأمين النمو المتكامل والتطور السليم، أي الأساس القوي لكي يستطيع مقاومة الأمراض خلال حياته كشخص بالغ.

ثالثا: تجنب الوزن الزائد أو السمنة.

رابعا: تطور قدراته العقلية فيبرع بدراسته.

عن موضوع التغذية السليمة وأثرها على أمراض القلب والشرايين والسرطان، التقت "فوشيا" اختصاصي التغذية قتيبة محيسن للحديث أكثر عن هذا الموضوع.

google-banner
foochia-logo