في منطقة هيز كاونتي التابعة لولاية تكساس، وعلى بعد حوالي ساعة خارج أوستن، توجد بالوعة مغمورة يغذيها نبع طبيعي يعرف باسم "بئر يعقوب"، ويستقطب ذلك البئر الباحثين عن الرغبة في الاستمتاع ببعض الماء البارد، كما يستقطب المغامرين المستعدين للمخاطرة بكل شيء من أجل استكشاف المكان بكل ما فيه من تفاصيل.
وتبدو الأمور رهيبة على السطح هناك، لكن عند الغوص بالداخل، يوجد نظام كهف تحت الماء تصدر عنه ما أهو أشبه بصفارة الإنذار التي أودت بحياة كثير من الغواصين.
فبحسب ما ذكره هيثر ألكسندر، من صحيفة "هيوستن كرونيكل" المحلية في تكساس، فقد توفي عشرات الغواصين أثناء محاولتهم استكشاف الأجواء الخاصة بذلك الكهف، الذي يمكن الوصول إليه على بعد حوالي 100 قدم بالأسفل. وعلق على ذلك دون ديبل، وهو غواص محلي ساعد في عمليات البحث عن غواصين مفقودين بالمكان، بقوله "الانجذاب لفعل شيء خطر هو بمثابة الفاكهة التي يحظر تناولها".
وربما من أشهر الحكايات الخاصة بهؤلاء الغواصين الذين فقدوا هناك تلك التي كان أبطالها مجموعة من الأصدقاء من كاليفورنيا، الذين ذهبوا لاستكشاف المكان في الـ 9 من ديسمبر عام 1979، حيث قرر اثنان منهما (كينت موبين 20 عاما ومارك براشيير 21 عاما) أن يغوصا في البئر ويستكشفا الأجواء بداخله في وقت متأخر من الليل، وبالفعل دفعتهما غريزة الاستكشاف لخوض المغامرة، لكن دون أن يراعيا بعض عوامل الأمان، كاصطحاب مصابيح إضافية ووجود خط أمان، ورغم تنبيه غواص آخر لهما بعدم المواصلة، لكنهما تجاهلا تنبيهه، واستمرا في الغوص، حتى فقدا حياتهما، ولم يتمكن الغواصون بعدها من انتشال جثمانيهما؛ إذ لم يكون بوسعهم العبور من الممر الغادر الذي أبقاهما محاصرين أسفل بئر يعقوب.
وبينما حاول ديبل بعدها أن ينبه من خطر الغوص هناك بتركيبه شبكا عند مدخل الكهف على أمل منع آخرين من المغامرة بحياتهم، لكن ذلك لم يمنع الناس من محبي المغامرة والاستكشاف من الذهاب، حيث أزالوا الشبك، في تحد لمن يحاول منعهم.
وعن أوجه الخطر "المميتة" بهذا البئر، فقد نوهت تقارير إلى أنها تشمل عدة عناصر من ضمنها: صعوبة التنقل داخل الكهف، ضيق الممرات بين مختلف الغرف بالداخل، ضيق المساحات في المناطق الأعمق وكذلك الحصى وطمي الأرضيات؛ ما يزيد من صعوبة الرؤية على الغواصين، وهو ما يعرضهم بالتبعية لخطر الوفاة في الأعماق.