مع سهولة التواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب على الإنسان الحفاظ على خصوصياته، بل الظاهرة الأكثر انتشارا هي معرفة كل ما بحوزته وداخله، وصولا لأكله وشربه، وكل ما يتعلق بتفاصيل حياته وبيته وحالته الاجتماعية وإظهار صور زوجته وأولاده.
إخفاء الحالة الاجتماعية
بالجهة الأخرى، والحديث هنا مخصص عن الرجال، هناك من يخفون الكثير من البيانات السابقة، وأهمها الحالة الاجتماعية، بحيث يظهر ما يغاير الحقيقة، بداعي لفت الانتباه وجذب المزيد من الصديقات؛ فبدلا من أن يذكر أنه متزوج، يذكر حالة أخرى مخالفة مثل: أعزب أو مطلق أو أرمل فيما الواقع هو أنه متزوج ولديه العديد من الأبناء.
ومن هنا فقد يعد الحفاظ على معلومات الرجل أو إبقائها مجهولة هي تجربة نفسية فريدة من نوعها، وتعني إما حاجته إلى "ذات عامة" ليعيش العالم الاجتماعي الخاص بأسرته وأصدقائه، وزملاء العمل، فيعرض كل ما يتعلق به علنا، أو "ذات خاصة"، للعيش مع مشاعره وأفكاره الخاصة بعيدا عن أي تأثير خارجي.
ويقوم هؤلاء الذين لا يظهرون هوياتهم ولا حالتهم الاجتماعية ولا صور زوجاتهم بزيارة مواقع ومنتديات النقاش على الإنترنت، للتحرك كما يحلوا لهم، فيجدون في التخفي المقصود ملاذا ربما للقيام بأنشطة غير نبيلة ورغبة في إقامة علاقات مع الجنس الآخر، كما يقول المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات.
رجال يظهرون ورجال يخفون
عندما يتخذ بعض الرجال خطوات أساسية لإظهار صورهم مع زوجاتهم ولا يسعون إلى التخفي أو الحفاظ على خصوصياتهم بشكل كبير، ولا يقومون بمسح تاريخ التصفح من أجهزتهم، ولا يفعلون ما يخفي هويتهم، ويسعون لإظهار حالتهم الاجتماعية، هذا يؤيد ربما فكرة عدم رغبتهم بإقامة علاقات افتراضية مع أحد من الجنس اللطيف.
وبالتالي، فإن بيان عمق العلاقة بينهم كأزواج، تتضح أكثر عندما يبرزها الرجال في صورهم الذاتية مع بعضهم، مصحوبة بالمكان والموقع الجغرافي الذي تم التقاطها فيه من منطلق التحديث اليومي ودحض الشكوك حول علاقتهم وما يقوله عنهم بعض المقربين أو بعض الحساد، وفق العمارات.
وفي التفسير حول هذا التصرف، يرى العمارات، أن هذا السلوك يمكن أن يحقق المعرفة من قبل الآخرين الذين كانوا غائبين سنين طويلة عنهم، وتؤكدها الحالة الاجتماعية التي يبرزها الزوج عن بياناته، وهو ما يثبت أن هؤلاء الزوجين مثلا هم المقصودان في عملية البحث عنهما.
أما عن سبب إخفاء الزوج لحالته الاجتماعية فيفسرها العمارات إلى محاولته جذب أكثر عدد من المعارف والأصدقاء من الجنس اللطيف، بغرض التخفيف والترفيه عن نفسه من خلال التنقل بين هذه الصداقات، وبالتالي بناء علاقة لينة مع البعض منهن، فيفرغ هذه الضغوطات والظروف من خلال غرف الدردشة والتواصل التي قد تتطور مع الوقت إلى علاقات غرامية أو عاطفية، ربما يكون متعطشا لها، وهذا الأمر قد يكون سببا في حدوث حالات الخيانة الزوجية كما يبين الأخصائيون النفسيون.
ومن جهة المرأة، ترى في إظهار الحالة الاجتماعية لزوجها نوعا من تحصينه من أي اختراق من قبل السيدات، أو أي امرأة قد تحاول التعرف على خصوصياته، فتحاول أن تكون واحدة من قائمة أصدقائه للتواصل معه وقبلها مراقبته، من باب أن الزوج لا يحق له التواصل مع أية سيدة حينما يرتبط بامرأة وتصبح زوجته.