بنى المصمم هادي سليمان مسيرته المهنية حرفيا على نوع محدد من أنواع الأجسام، وذلك خلال عمله كمدير إبداعي لكبرى العلامات التجارية الفرنسية مثل Dior Homme، ثم سان لوران وحاليا سيلين، وبالرغم من جمال مجموعته الجديدة لخريف 2020 إلا أن الغياب التام للتنوع على مدرجه خلق نوعا من الجدل.
وبينما يسير العالم نحو تبني المزيد من التنوع والإيجابية عندما يتعلق الأمر بالأجسام، إلا أن صناعة الأزياء في أوروبا على الأخص لا تزال تخطو خطوات صغيرة لاحتضانها، وخلال أسابيع الموضة في لندن وميلانو وباريس، رصدنا فقط بضعة مشاركات لعارضات أزياء ذات الحجم الزائد على المدرجات الرئيسية حتى الآن، واثنتان منها كانتا للعارضة بالوما إلسير Paloma Elsesser.
وبينما انتقل المصممون الآخرون على الأقل من العارضات الأكثر نحافة اللاتي كن يهيمن على مشهد الأزياء منذ الأزل لتبني عارضات رشيقات ذات منحنيات خفيفة للغاية وحتى عارضات الأزياء الأكبر سنا، وكما يبدو لا يستطيع سليمان ببساطة أن يتخلى عن ميله للرجل والمرأة اللذين لا يرتديان أزيد من حجم 2 في عروضه.
وكانت الملابس التي صممها لمجموعة خريف 2020 رائعة وجذابة وشملت تنانير من جلد الغزال البني، وسترات البلايزر والمعاطف الأنيقة في ظل الأزرق البحري، وفساتين الفلاحين المطبعة بطبعات بيزلي، وبدلات الشورت المخملية، وأحذية اللوفر بالكعب المكدس، وبوتات بكعب عالٍ وبناطيل واسعة، كلها موجهة لكلا الجنسين.
وأشار سليمان إلى المجموعة في ملاحظات العرض باسم "للجنسين unisex"، وقال: "يمكن أن تكون أزياء الرجال للنساء والعكس، بما في ذلك الحقائب"، وقد أعاد إحياء حقيبة Sulky من عام 1966 والتي بدت رائعة، وبينما كان هناك تقاطع واضح للغاية، حيث كانت البلوزة المكشكشة عنصرا أساسيا لكليهما، وأتت الإطلالات النسائية بأسلوب برجوازي أنيق، حيث تم تنسيق فساتين القمصان الجميلة بقصات العنق المربوطة بربطة البو مع التنانير المتدفقة، وتم تنسيق السترات القصيرة مع بلوزات مكشكشة وبناطيل نحيفة بنهايات واسعة، وتنوعت أطوال التنانير والشورتات بين القصيرة والمتوسطة الطول إلى جانب ظهور مجموعة واسعة من المعاطف.
أما بالنسبة للرجل المثالي لسليمان فهو عاشق للروك آند رول ويتمتع بشخصية لطيفة، ويميل إلى ارتداء المعاطف الطويلة والبناطيل النحيفة إلى جانب البناطيل المخملية المنسقة مع بلوزات مطبعة وجاكيتات جلدية قصيرة.