انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التحرش بشكل كبير جدا في المملكة العربية السعودية؛ إذ بات لا يمر أسبوع تقريبا من دون أن يتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر حالات التحرش بالفتيات السعوديات لتتصدر تلك المقاطع قائمة الترند.
وفي الأيام القليلة الماضية تم تداول أكثر من 7 مقاطع فيديو لحالات تحرش في مناطق مختلفة من المملكة.
وأثارت تلك القضايا جدلا واسعا؛ إذ إنها لا تتناسب مع ثقافة المجتمع السعودي المحافظ، ومن هنا توجهنا بالسؤال للمتخصصة الاجتماعية منيرة القحطاني، عن أسباب التحرش في المجتمع السعودي، والتي قالت بدورها إن السبب الرئيس هو غياب الوعي الفكري والقانوني لعقوبات المتحرش؛ ما يجعله يتمادى في أفعاله.
وأضافت: "أن عدم تطبيق الأنظمة العقابية بحق الجاني وغياب التوعية الاجتماعية مع عدم معرفة هوية الفاعل يزيد من هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع"
فيما استنكرت القحطاني رأي الذين يقولون إن سبب التحرش هو لباس الفتيات غير المحتشم، مؤكدة أن السعوديات من أكثر النساء احتشاما في العالم؛ إذ إنه ليس هناك ما هو أكثر احتشاما من العباءة، بينما لم تستبعد أن يكون المتحرش مصابا بالأمراض النفسية المختلفة مثل أمراض الفصام أو الإدمان على الكحول والمخدرات.
وأكدت المتخصصة السعودية أن رفض الضحية الإبلاغ عن جرائم التحرش بداعي الخوف من الفضيحة، يؤهل الشباب للقيام بالفعل المنحرف والتمادي في ذلك، مضيفة: "بإمكان الضحية الحد من هذه الظاهرة عند توجهها لأقرب مركز أمني وتقديم شكوى ضد المتحرش وجعله عبرة لمن يعتبر".
وأشارت القحطاني إلى أن هناك من يقول إن الانفتاح الذي تسعى إليه رؤية المملكة هو السبب في انتشار التحرش، وهذا الكلام مغرض وعار عن الصحة؛ إذ إن الانفتاح يشمل الجوانب التي تدفع بدورها الى تقدم المجتمع وتضمن ازدهاره وليس العكس، كما أن الشباب السعودي مثقف وواع وهذه ليست إلا حالات فردية لا تمثل إلا نفسها.
وقالت القحطاني إن انتشار وسائل التواصل وتركيزها على إيجاد مواد مثيرة لتتصدر الترند وخاصة في السعودية جعل أنظار العالم مسلطة على المملكة بشكل خاص، علما أن التحرش متواجد في كل دول العالم وربما بشكل أكبر مما هو عليه في السعودية، لكن انتشار مثل هذه القضايا في مجتمع محافظ يعد أمرا مثيرا للجدل والتداول.