من المؤكد أن حياة المرأة بعد الإنجاب تختلف في كثير من جوانبها عن حياتها ما قبل الإنجاب، كما أنها تشهد حالة دائمة من الصعود والهبوط على حسب حالة الطفل الرضيع، فأحيانا يكون كثير البكاء وأحيانا أخرى يكون هادئا ومسالما دون ما يثير انزعاجه.
وينصح أطباء بضرورة أن تعوّد الأم نفسها على الفترة التي تعرف بفترة بكاء الطفل البنفسجي وهو المصطلح الذي دشنه طبيب الأطفال، رونالد بار، وهي الفترة التي تشير لمرحلة نمو طبيعي تحدث عادة في أول بضعة أسابيع أو أشهر من عمر الطفل.
وتتسم تلك الفترة بالبكاء المتواصل، وتبدأ عادة والطفل بسن حوالي أسبوعين، وتصل ذروتها وهو بسن شهرين، ومن ثم تبدأ الأمور في التحسن والطفل بسن 4 شهور.
وعن سر تسمية تلك الفترة بهذا الاسم (PURPLE)، فيجب أولا معرفة أن هذا المسمى لا يعني أن لون بشرة الطفل يتحول للبنفسجي عند البكاء، بل إن هذا الوصف في الواقع اختصار يستخدم لوصف الخصائص الست المشتركة لهذه الفترة، فحرف الـ P يشير إلى ذروة البكاء، حرف الـ U يشير إلى أنه غير متوقع، حرف الـ R يشير إلى رفض التهدئة، حرف الـ P الثاني يشير للألم، حرف الـ L يشير إلى استمرار البكاء لفترة طويلة وأخيرا حرف الـ E يشير لفترة المساء حيث يشيع حدوث البكاء.
ونوه الأطباء في هذا السياق إلى أنه في حال كانت تشعر الأم بأرق وانزعاج جراء بكاء طفلها هذه الفترات الطويلة، فإنها وبإلمامها بهذا النوع من البكاء الذي يعرف بالبكاء البنفسجي، سيكون بوسعها أن تتأكد من أن ما تمر به هو أمر طبيعي ولا يوجد ما يدعو للقلق.
كما لفت الأطباء إلى أن البكاء البنفسجي يشبه مغص الرضع، لكن الفارق بينهما هو أن المغص يعد عادة حالة أو خللا يعاني منه بعض الأطفال دون غيرهم، أما البكاء البنفسجي فهو مرحلة نمو يمر بها كل الأطفال الرضع ( رغم تفاوت شدتها من طفل لآخر ).
وقال الأطباء في الأخير إنه إذا لاحظت الأم أن طفلها يبكي نتيجة لمرضه أو لوجود ثمة مشكلة لديه، فمن الضروري في تلك الحالة أن تصطحبه لزيارة الطبيب من أجل فحصه.