كان المصمم الراحل كارل لاغرفيلد يزدري الأحجام الكبيرة؛ إذ صرح في إحدى المقابلات :"لا أحد يريد أن يرى نساء بأجسام منحنية"، لهذا غابت الشمولية والتنوع عن عروض فندي، في المقابل وبعد أن أصبحت سيلفيا فنتوريني فيندي المديرة الإبداعية للعلامة الإيطالية، وضعت الشمولية في مقدمة ومركز عرضها الجديد لخريف 2020 ومجموعتها الثانية بعد وفاة لاغرفيلد في فبراير الماضي، مستعينة بعارضات أزياء بحجم زائد أمثال بالوما اليسر وعارضات أكبر سنا، أمثال كارولين ميرفي وكارين إلسون؛ ما يشير إلى انطلاق حقبة جديدة في تاريخ فندي.
وقالت فينتوريني فندي خلال حديثها خلف الكواليس: "لقد تغير الزمن وكان لاغرفيلد دائما مستعدا لتغيير رأيه"، موضحة أنها أرادت التفكير في امرأة مستقلة وحرة ولكن ضمن الرموز التقليدية للأنوثة، وكان هذا يعني استنباط الإلهام من أشهر الأيقونات النسائية القويات والمثيرات أو ما يعرف بـ "femme fatales" على الشاشة الفضية، بما في ذلك الفيلم الفرنسي المثير للجدل "Maitresse" من فترة السبعينيات والذي كان لاغرفيلد المسؤول عن تصميم أزياء بطلته.
وتحدثت فنتوريني عن الفيلم قائلة: "لقد كان فيلما فاضحا ومثيرا للجدل في ذلك الوقت؛ لأنه يحكي قصة امرأة تعيش في باريس في شقة من طابقين، في الطابق العلوي تتمتع بحياة برجوازية وطبيعية جدا، وفي الطابق السفلي هي عشيقة بميول مازوخية سادية".
وشهدت المجموعة الجديدة عودة ظل الوردي العصري، والذي سيطر على كل شيء من العلامات التجارية إلى الملابس والإنترنت بشكل عام لفترة طويلة من العقد الماضي، وقد كان اللون الأبرز في مجموعة فندي لخريف 2020.
لوّن الوردي العصري مكان العرض بأرائكه الفخمة والمنحنية، في إشارة إلى سحر هوليوود القديم، ولوّن أيضًا قطع الأزياء المثيرة والجذابة، بما في ذلك توبات الساتان بقصة الصدر المنخفضة المنسقة مع حمالات الصدر المبطنة وحقائب اليد التي تحمل شعار علامة فندي، والتي أتت على هيئة حقائب التسوق.
كما تم مزج اللون الوردي الساحر مع الأسود في الكثير من القطع كالتوبات الشفافة المثيرة، والتنانير المزينة بالخرز وطبقات من الأهداب، و حصلت الصور الظلية بطابع الريترو على تحديثات مستقبلية بتجديد أشكالها، كالأكمام الهندسية الكبيرة، وأتت التنانير بطيات ضخمة، أما المعاطف فأصبحت تشبه الصندوق.
كما قامت المصممة باستخدام مواد مزدوجة؛ إذ بدا المعطف الخفيف من الموهير وكأنه مصنوع من بقع من الفراء الملون، وبرزت سترة بطبعة الفهد والبيزلي مصنوعة من فرو المنك المعاد تدويره.
ختاما، كان من الجيد رؤية مدى اهتمام فندي بتوسيع قائمة عملائها وإضافة أحجام إضافية إلى قائمة أهدافها المستقبلية مع الاهتمام بموضوع الاستدامة وتمكين المرأة، وقد كانت النتيجة جيدة وناجحة بكل المقاييس.