فتاة مصرية تزوجت من شخص غريب عن عائلتها أملاً في حياة مستقرة، وهربا من كلمة "عنوسة" التي تشكل خطرا ثقافيا في بعض المحافظات المصرية؛ إذ ينظرون فيها إلى الفتاة غير المتزوجة نظرة معيبة، لذا تتسرع أغلب الأسر في زواج بناتها دون التأكد من أن المتقدم لزيجتها جدير بها.
وفي صباح يوم الـ 27 من أكتوبر العام قبل الماضي، استيقظت تلك الفتاة لتجد نفسها عروسا في منزل جديد غير الذي عاشت فيه طفولتها، ووجدت أيضا مسؤوليات كبيرة غير التي اعتادت عليها، لكنها نجحت في الاعتياد على تلك الحياة، كغيرها من الفتيات المتزوجات.
مرت الأيام والشهور، وحدث ما يحلم به أي زوجين؛ إذ حملت الفتاة، وقريبا ستصبح أما، فزادت فرحتها كثيرا بالأمر، لكنها لم تدم طويلا، ليتحول الفرح إلى صدمة شديدة، حين اكتشفت أن تلك الزيجة لم تكن بداية الحياة لها، لكنها أول طريق للموت.
فقد اكتشفت الفتاة، أثناء خضوعها لتحاليل الحمل، أنها مصابة بمرض نقص المناعة، المشهور بالأيدز، الذي تتقشعر الأبدان حين سماع اسمه.
نزل عليها الخبر كالسهام المنغمسة بالنيران، وسط تساؤلات عديدة، كيف حدث ذلك؟، ومن الجاني؟، فقطع الطبيب المتابع لحملها حبل المتاهة التي دخلت الفتاة فيها، بطلبه إجراء زوجها لتحاليل التأكد من سبب العدوى.
وأخفت الفتاة الخبر عن زوجها، وظلت تطمئنه على صحتها وصحة جنينها، طالبة منه أن يخضع هو الآخر إلى التحاليل للاطمئنان عليه، وسط رفض متواصل من قبل الزوج، الذي رضخ لطلبها بعد كثرة الإلحاح منها، لكنه وعدها بأن يجريه في مركز تحاليل بالقرب من عمله، حتى لا تأتي معه إليه.
الفتاة تأكدت من أن زوجها هو سبب العدوى، لكنها لا تملك دليلا عليه، فظلت تراقبه حتى شاهدته يدخل أحد المستشفيات بمحافظة الإسكندرية، وتسلّلت وراءه حتى خرج، وذهبت هي للسؤال عنه، فتبين لها أنه يخضع للعلاج من مرض الأيدز، وذلك منذ يوم 26 يونيو 2018، أي قبل الزواج منها بـ 4 أشهر، أي أنه كان على علم بمرضه المعدي ورغم ذلك تزوجها.
الآن بات مع الفتاة دليل قاطع، بأن زوجها مريض بالأيدز قبل زواجه منها، وأنه بذلك تعمد إيذاءها، فلجأت إلى القانون، وطالبت بتعويض مليون جنيه (64,278.84 دولار أمريكي)، وهو ما قضت به المحكمة المدنية بمحافظة البحيرة شمال مصر، بسبب إصابتها بمرض الإيدز، حيث نقل لها عن طريق زوجها الذي يعالج منه منذ فترة طويلة قبل زواجه ولم يخبرها بذلك.