جُمل عديدة يستخدمها الكثيرون عندما يتعرضون لموقف محزن بعدما ينهارون من البكاء مثل "يكاد قلبي ينفطر" أو "أشعر بضيق في صدري" أو "انقبض قلبي"، وذلك تعبيرا عن مدى الحالة المأساوية التي يعيشونها في تلك اللحظة بوصف حسيّ.
ورغم أن مصدر الألم بسبب العواطف هو الدماغ، فكيف تنجح بعض الأحاسيس والعواطف بإشعارنا أن الألم في الصدر؟ علماء أجابوا عن هذا السؤال وقالوا إن منطقة القشرة الحزامية الأمامية "Anterior Cingulate Cortex" توجد في الدماغ، ويعتقد أنها المنطقة المسؤولة عن تنظيم ردود الفعل العاطفية.
وأوضحوا أن القشرة الحزامية الأمامية تصبح أكثر نشاطا في المواقف العصبية، معتقدين أن هذه المنطقة تحفز العصب الحائر، والذي يبدأ في جذع الدماغ وينتهي بالصدر والبطن.
وأشاروا إلى أنه رغم تحكم العصب الحائر بالعديد من وظائف لجسم منها سرعة نبضات القلب، ونقل الإشارات الحركية والحسية، وتنظيم حركة القولون والأمعاء الغليظة، كما وله دور مهم في تحريك عضلات منطقة الحلق، غير أن أي تحفيز أو خلل فيه يؤدي إلى الشعور بألم في منطقتي الصدر والبطن.
وأجريت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع بينها عام 2003، في جامعات آلتو وتوركو وتامبير؛ إذ طلب القائمون على البحث من 700 فرد تحديد مكان شعورهم بمشاعر مختلفة على أجسادهم، أي ترجمة الشعور بطريقة حسية على الجسم.
وتوصل الباحثون في دراستهم التي نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن النتائج كانت متشابهة إلى حد كبير بين المشاركين على الرغم أنهم من ثقافات مختلفة.
ووجدوا أن شعور الغضب والقلق والخوف مرتبط بشكل قوي بمنطقة الصدر، بينما ذكر المتطوعون أن مشاعر السعادة والحب أشعلت النشاط في جميع أنحاء الجسم.
ولفتوا إلى أنه على الرغم من أن سلوك الجسم البيولوجي المتسبب في إيجاد علاقة بين الألم الحسي والعاطفي غير مفهوم إلى حد كبير، لكن الدراسات في هذا المجال كشفت عن أن العلاقة بين الجانبيْن الحسي والعاطفي متمكنة ومعقدة أكثر مما نتخيل، ومدى إمكانية انفطار القلب نتيجة المشاعر السلبية الناتجة عن الحزن والقلق والتوتر.