ربما بدأ يتزايد الاهتمام خلال الأعوام الماضية بالكشف عن المعنى الحقيقي والقصة الكاملة لذلك القناع الذي يعرف بـ"قناع جاي فوكس"، إذ حاول كثيرون الاجتهاد في توضيح الأمر والكشف عن تفاصيل ربما لا يعرفها العديدون عن ذلك القناع.
وبدا من الواضح أن القناع ينطوي على قصة مثيرة عن محاولة كان يقودها الشباب بحماسة كبيرة من أجل استعادة سيادة البابوية في إنجلترا خلال القرن السابع عشر.
ونستعرض فيما يلي أبرز وأهم الحقائق عن هذا القناع ودوره في تلك الجهود:
ظهوره
أصل ظهور ذلك القناع كان في إنجلترا عام 1605، وتحديدا حينما كان يُطلب من رؤساء الدولة آنذاك أن يقسموا بالولاء لكنيسة إنجلترا وإلا فسيواجهون أشد العقوبات، وهي فرض غرامة، فضلا عن التعذيب والإعدام.
وحينها برز على الساحة اسم شاب يدعى جاي فوكس، حيث حاول برفقة آخرين تفجير مجلس اللوردات في لندن وقتها بعدما أرخى الملك، جيمس الأول، قوانين الحظر، والتي كان يفرض بموجبها على الكاثوليك بعض الغرامات وكذلك الاعتقال أو الإعدام.
رواية
بحلول العام 1975، بدأت تشهد بريطانيا احتفالات بفشل محاولة تفجير مجلسي البرلمان عام 1605 بإطلاق الألعاب النارية وإشعال النيران في دمية زعيم "مؤامرة البارود" جاى فوكس.
وقام الكاتب ألان مور بنشر رواية عنوانها V for Vendetta، تتناول قصة رجل يدعى "في" يتم دفعه لممارسة الإرهاب من قبل حكومة نفعية، وهي الرواية التي نالت شهرت واسعة عام 2006 حين تحولت إلى فيلم.
نهاية دراماتيكية
كانت نهاية فوكس نهاية دراماتيكية بعض الشيء، فبعدما ألقي القبض عليه وتعرض للتعذيب كي يعترف على شركائه ومن معه، فقد أبى أن يرتبط اسمه بنيل الشهادة على يد معتقليه، فقرر القفز من فوق منصة الإعدام، ليلقى حتفه بسبب كسر رقبته.
ومن هنا تولدت فكرة الاحتفاء حول العالم بقناع فوكس باعتباره رمزا لمقاومة الاضطهاد والظلم، وهو ما يمكن ملاحظته الآن من استخدامات القناع في كثير من التظاهرات والحركات الاحتجاجية التي تسعى لإيصال صوتها والتعبير عن نفسها.