بيتو بيريز ورقصة الزومبا.. من الفقر إلى ملايين الدولارات!

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
6 فبراير 2020,9:57 ص

في صالة الرياضة الفخمة بميامي، يتذكر ألبرتو "بيتو" بيريز، مؤسس تمارين أو ما يعرف برقصة الزومبا، وكيف أدى به خطأ في سن السادسة عشرة إلى ابتكار تمرين آيروبيك، المستوحى من الرقص في أميركا اللاتينية، لتبدأ معه قصة تشبه الحلم نحو الثراء.

تقول الإحصاءات إن ما يقارب 15 مليون شخص يمارسون "الزومبا" في 180 دولة كل أسبوع، فيما تتجاوز قيمة شركة "بيتو" (زومبا فيتنس) 500 مليون دولار، كما تمتلك شركته أيضا خط إنتاج ملابس يباع منها أكثر من 3.5 مليون وحدة سنويا.

خطأ بملايين الدولارات:

يقول بيريز، الطفل الفقير الذي أصبح يملك 30 مليون دولار كثروة شخصية، إنه كان يحب الرقص منذ طفولته، وكان يحلم بأن يصبح راقصا مشهورا، ويجمع من شغفه هذا الكثير من المال.

وهو في عمر الخامسة عشرة، حصل "بيتو" على وظيفة كمدرب رقص بأحد النوادي الرياضية، حيث بدأ يقدم دروسا لتعلم الآيروبيك، في مدينته كالي جنوب غربي البلاد.

وكان بيريز يستخدم قائمة تضم مجموعة من أغنيات البوب الأميركية التي كان يختارها صاحب العمل بنفسه لنجوم أمثال مادونا ومايكل جاكسون، وفي يوم من الأيام نسي "بيتو" الشريط في منزله، وكان عليه أن يفكر بسرعة لحل هذه المشكلة.

يقول بيريز: "لم يكن أمامي أي خيار سوى استخدام شريط كاسيت، عليه مجموعة أغنيات متنوعة كان في سيارتي، وأن أبتكر حلا سريعا للمشكلة، اعتمادا على هذا الشريط".

أخذ بيريز نفسا عميقا، والتفت إلى طلابه وأبلغهم بأن تمارين اليوم تختلف عن سابقتها، يقول بيريز: كنت متوترا للغاية، ومع ذلك رقصت بشدة، وابتكرت خلال 20 دقيقة، حركات متناسقة جدا مع أنغام الموسيقى الجديدة.

ويضيف قائلا: "بدأ الطلاب يبتسمون.. كانو سعداء.. ويتعرقون كثيرا، عندما انتهى الدرس قلت: (رائع جدا.. أريد أن أفعل هذا لبقية حياتي، لقد كان أمرا مدهشا)".

يقول بيريز لصحيفة "التيمبو" الكولومبية: "إن الفكرة - بعد ذلك - تطورت بسرعة كبيرة، وفي كل مرة أقدم فيها درسا كانت أعداد المشاركين في ازدياد، وكان الناس يقفون في طوابير، ينتظرون الدخول إلى الصالة، وسرعان ما انتشر خبر نشاطنا، وكان ذلك بداية تأسيس شركة زومبا فيتنس"، التي تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار.

"الابن الذي هاجر مع الحلم":

يطلق بيريز على نفسه: "الابن الذي هاجر مع الحلم" من كالي، كولومبيا. في يونيو 2019، نشر في صفحته على "فيس بوك" نصا، قال فيه: "العمل لا يحتاج إلى المال؛ يجب أن تحب ما تقوم به كأنك لم تتألم مطلقا، وارقص كأن لا أحد يراقبك".

وبيريز هو وحيد أمه، ماريا ديل كارمن بيريز، التي أصيبت برصاصة طائشة، أصابتها بعاهة مستديمة، لتسافر بعدها إلى الولايات المتحدة بمفردها وتبدأ حياة جديدة هناك، ولم يرها "بيتو" مرة ثانية، طوال 10 سنوات كاملة.

أخبر بيريز صحيفة "التيمبو" بأن والدته لم تكشف له أبدا عن هوية والده، وأنه مرَّ بظروف صعبة، وعمل بمهن مختلفة كعامل بناء وبائع مثلجات، لكنه لم يتخل عن عشقه للرقص والموسيقى؛ حتى أصبح معلما للتمارين الرياضية.

ويقول: "منذ أن شاهدت فيلم (جريس)، عندما كنت في الثامنة، استيقظ شغفي بالرقص، نشأت وأنا أرقص في الشوارع والنوادي على أنغام الموسيقى اللاتينية".

وانتقل بيريز إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا؛ عندما زادت شعبية دروسه في تعليم التمارين الرياضية المصاحبة للموسيقى، وزاد جمهوره على مدى السنوات الـ 13 اللاحقة، الأمر الذي دفع مغنية البوب الكولومبية، شاكيرا، إلى الاستعانة به في تصميم حركات راقصة لبعض أغنياتها.

"الحلم الأميركي":

وعلى الرغم من أن بيريز حقق نجاحه الأبرز في كولومبيا، إلا أنه رغب في أن يعيش "الحلم الأميركي"، لذا انتقل - بطريقة غير قانونية - إلى ميامي عام 1999؛ من أجل إدخال الزومبا إلى أميركا، لكن بقليل من المال وإنجليزية ركيكة.

يقول "بيتو": "لم أكن أتحدث الإنجليزية بطلاقة وكنت بمفردي، كنت أنام على مقعد بإحدى الحدائق، إلى أن تمكنت من الانتقال إلى شقتي الجديدة، كانت الحياة صعبة".

وتحسنت أمور بيريز عندما بدأ تدريس التمارين الرياضية، وبعدما لاحظ إقبال الأميركيين على هذه الرياضة الراقصة، قرر تحويل عمله إلى مشروع تجاري أكبر، وأسس برفقة صديقين أميركيين من أصل كولومبي شركة زومبا فيتنس في شقته، حيث قاموا بتسجيل فيديوهات وعرضها على «يوتيوب».

ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ الناس في التواصل معهم؛ لمعرفة كيف يمكن أن يصبحوا معلمين لتدريب الزومبا، حتى بلغ عدد الذين انضموا إلى الدروس 150 شخصا عام 2003، وازداد العدد ليصبح 700 شخص بعد مرور عام، وتصاعد العدد بشكل كبير.

ويعمل في الزومبا، حاليا، ما يزيد على 100 ألف مدرب حول العالم، ويتعين على كل فرد أن يدفع 225 دولارا؛ للحصول على دورة تدريبية وشهادة رسمية كمدرب معتمد، كما يتعين على المدربين أن يدفعوا نحو 30 دولارا رسوما شهرية، يتلقون مقابلها تدريبا مستمرا، وأقراصا مدمجة (سي دي)، وأقراص فيديو رقمية (دي في دي)، ودليل تصميم رقصات.

يقول "بيتو"، الذي يشغل بنفسه منصب مدير الابتكار بالشركة، إن الشركة مستمرة في توسعها، وهي حاليا "تنمو بسرعة كبيرة في دول، مثل: كوريا الجنوبية، وإندونيسيا".

google-banner
foochia-logo