لطالما اشتهرت ساعات روليكس بكونها عنوان الأناقة والرقي لمحبي ارتداء الساعات حول العالم على مدار أجيال متعاقبة، وربما يميل كثيرون لارتدائها من باب التفاخر والتباهي بها ليس فقط لتميز تصنيعها وفخامتها وإنما أيضا لغلو ثمنها.
وتباع ساعات روليكس اليوم بمبالغ كبيرة دون وجود ما يدعو لنشر أرقام بعينها لكن يكفي فقط معرفة أن ساعة روليكس القديمة التي كان يمتلكها الممثل والمخرج الأمريكي بول نيومان قد بيعت في مزاد علني عام 2017 مقابل 17.8 مليون دولار.
وهناك موديلات جديدة تتسم بإمكاناتها المتطورة ربما يقترب سعرها من نصف مليون دولار وهو السعر الذي ربما يتجاوز إجمالي ما يتحصل عليه معظم الأمريكيين من رواتب خلال عقد من الزمان، ويبقي السؤال الأهم: كيف يمكن لشركة روليكس أن تسوق لساعات يد بهذا السعر الباهظ رغم أنها تبدو عادية التكلفة؟.
فبينما قد يرى البعض أن الشركة تبالغ في أسعارها، غير أن المراقب لتلك الصناعة عن كثب يمكنه أن يتأكد من أن الشركة تقدم إبداعات فنية مصممة بطريقة غاية في التميز، كما أنه وبحسب الأرقام، فإن تلك الساعات التي لا يتجاوز وزنها بضع أوقيات من المعدن، يتم ترتيبها بطريقة تجعلها خيارا مميزا للغاية بالنسبة لإخبار الوقت.
ويكفي أيضا معرفة أن الشركة تعمل منذ العام 1905، أي أن لها باعا طويلا للغاية في هذا المجال منذ أن كانت تعمل باسم Wilsdorf and Davis، حتى صارت باسم روليكس عام 1920، حيث وجد مسؤولوها آنذاك أنها أسهل في النطق بالنسبة للمستهلكين، ولكونه اسما يبدو متناغما مع الصوت الذي يحدث عند ملء الساعة.
ومن هنا، بدأت تنمو العلامة التجارية "روليكس" على صعيد النجاح المالي ومن الناحية الشعبية، لاسيما مع إقدام بعض الشخصيات المشهورة في تلك الفترة على اقتناء موديلات من إنتاج العلامة مثل وينستون تشرشل، ومارلون براندو، ومارتن لوثر كينج، والفيس وجون إف كينيدي، حيث كانوا يرون في ساعات روليكس نموذجا للفخامة.
هذا بالإضافة للخامات المميزة التي تستعين بها العلامة في تصنيع الساعات وإكسابها قدرا من التميز الذي لا يضاهى، وهو ما يتضح جليا في ساعة روليكس الفولاذية الجديدة المصنوعة من فولاذ مقاوم للصدأ من نوع 904L وسبيكة فائقة مقاومة للتآكل مصنوعة في الغالب من حديد، نيكل وكروم، فضلا عن أن عملية تجميع مكونات ساعات روليكس تتم على مستوى آخر مختلف وهو ما يمنح الساعات درجة أعلى من الدقة والتميز وهو ما يزيد بالتبعية من قيمتها وسعرها السوقي.