بينما يبدو أن الغرض الظاهري من وجود المضيفين الجويين على متن الطائرات أثناء الرحلات هو الترحيب بالركاب ومساعدتهم في كثير من النواحي، فإن الحقيقة هي أن وجودهم يقترن بغرض آخر أكثر صرامة، ألا وهو فحص ومراقبة الركاب جميعهم.
وبينما يمكن ملاحظة أنهم يقفون إلى جوار باب الطائرة يوزعون الابتسامات وكلمات الترحيب المهذبة، لكنهم يقومون في الوقت ذاته بتدوين ملاحظات عن كل الركاب، سواء أكان ذلك الأمر مرتبطا بمظهرهم البدني أو بطريقة مشيهم أو بأمور أخرى.
وقال بهذا الخصوص مضيف جوي يدعى جاي روبرت إن الركاب يتصورون أننا نرحب بهم ونحييهم فقط عند دخول الطائرة، لكنهم سيندهشون من عدد التهديدات التي نتصدى لها في تلك المرحلة من عمر الرحلة الجوية، والتي كان من الممكن أن تتسبب في حدوث تأخير أو حتى إلحاق بعض الضرر بصحتهم أو بسلامتهم في الأخير.
وأشارت شرياس بي، التي سبق لها العمل كمضيفة لدى 5 شركات طيران، إلى أن دور المضيفين والمضيفات يمتد لما هو أبعد من الصورة الذهنية المأخوذة سلفا عن تلك الوظيفة، فمهمتهم تشمل أيضا مراقبة أماكن جلوس الركاب، اكتشاف أي مشاكل يواجهونها فيما يخص حملهم لحقائبهم وغير ذلك من الأشياء، كما يحددون في الخفاء هوية الركاب القادرين جسمانيا لربما يستعينون بهم في أي أمور طارئة، كما في حال حدوث بعض المشكلات الأمنية خلال الرحلات أو عند الإخلاء أثناء الطوارئ.
ونوهت أيضا مضيفة أخرى تدعى جانيس بريدجر27 عاما، إلى أنها في حال ملاحظتها وجود راكب قوي البنيان، مفتول العضلات ولائق بدنيا، فإنها تتعمد تذكر وجهه ورقم مقعده تحسبا للاحتياج إلى مساعدته، في حال حدوث ثمة شيء طارئ.
كما لفت المضيفون إلى أنهم يراقبون كذلك هؤلاء الركاب الثملين، لربما يقومون ببعض التصرفات غير المسؤولة التي قد يتضرر منها الركاب الجالسون إلى جوارهم.
وقالت كذلك ستيفاني ميكيل، من شركة خطوط ساوث ويست الجوية، إنها تتعمد مراقبة الركاب، ومن منهم يتواصل معها بالعيون ومن لا يتواصل، وأنها تميل للتحدث مع الركاب الذين لا يتواصلون معها بالعين لاكتشاف السبب وراء ذلك، فربما يكون لديهم خوف من السفر جوا، أو ربما يكون لديهم ثمة هاجس شخصي، أو يفكرون في مشكلة ما، ومن هنا يأتي دورها للتأكد من راحة جميع الركاب خلال الرحلة.