تقدر النسبة اليومية التي على البالغين استهلاكهًا من السعرات الحرارية بين 1200 إلى 2600 في اليوم، والتي تعتمد في الأساس على السن والجنس والأنشطة اليومية التي يقوم بها الشخص.
في الوقت الذي تعتمد فيه الكثير من الحميات الغذائية أو الريجيم على وضع نظام يقوم بتقييد السعرات الحرارية بشكل أقل من النسبة المطلوبة، وهذه هي الأنظمة الغذائية القاسية، إذ إن البحث عن اللياقة لا يقتصر فقط على النساء، بل يتعادل الرجال أيضًا في تلك النقطة للوصول إلى جسم رياضي جذاب.
ريجيم قاسٍ وأمراض أكثر
في هذا المسار، تشير اختصاصية التغذية فوزية جراد، إلى توجّه الرجل إلى اتباع نظام غذائي قاسٍ للتخلص من الوزن الزائد وشد الجسم في أقصر وقت، ربما لاقتراب موعد زفافه، أو لقبوله في عمل يتطلب الرشاقة والجسم الصحي، وهذا ما يضعه في أضرار الريجيم القاسي، فيحصل على النتائج الإيجابية من الناحية الجسدية ولكن يتدهور من الناحية الفسيولوجية.
وبالتوضيح أكثر، فإن البدء باتباع ريجيم قاسٍ هذا يعني أنه سيحصل على خسارة مؤقتة للوزن، لكن سوف تعاني الأجهزة الحيوية في جسده، وقد يضر هذا الريجيم بجهاز المناعة في المقام الأول، وهو الجهاز الذي يحمي الجسم من أية أمراض، وبالتالي ضعفه يعني تعرُّض جسمه بشكل كبير لهجوم الأمراض، وفق جراد.
أيضًا عندما يتبع الرجل الريجيم القاسي ويمارس الرياضة في الوقت نفسه، فإن جسمه يحتاج للأطعمة المفيدة التي تقوي العضلات وتمنحه القوة والصحة، ولكن في ظل الريجيم القاسي لن يجد الجسم ما يحتاجه، وهذا يضعف من عضلاته ويصبح غير قادر على القيام حتى بالمجهود البدني العادي.
إلى جانب ما ذُكر، قد يصاب الرجل بفقر الدم نتيجة تناول مأكولات معينة وحرمان جسمه من مأكولات أخرى تعطي فوائد أكثر، كنقصان نسبة الحديد وبالتالي حدوث فقر الدم، وهذا ما سيسبب له الشعور الدائم بالتعب والإرهاق وقلة التركيز، والتوتر، ومظهره العام يتأثر كذلك.
ومن جهة أخرى، يقرّب الريجيم القاسي أي رجل يتبعه من خطر الإصابة بالسرطان في أي منطقة من الجسم، وذلك بسبب الخلل الذي يحدث نتيجة نقصان الوزن وزيادته بشكل مفاجئ، فقد تتأثر مستقبلات الدهون في الخلايا، وهذا يتسبب في تكوين الخلايا السرطانية. كما يسبب هذا النظام القاسي ضعفًا في العظام وقلة البناء فيها، لأنه يعمل على تقليل السعرات الحرارية إلى أدنى مستوى، وهو ما يؤثر على هرموني الإستروجين والتستوستيرون التي تقل مستوياتهم، وينتج عن ذلك قلة تكوين العظام.
ليس عند هذا الحد فقط، بل يؤثر الريجيم القاسي على مستوى الخصوبة؛ إذ إن التقليل من السعرات الحرارية تؤثر على قدرة الرجل على الإنجاب.
فقدان وزن وهمي
وإن كان هذا الريجيم يُفقد الرجل وزنًا، إلا أن هذا الوزن وهمي وغير حقيقي؛ فوفق جراد، يقلل هذا النظام القاسي من كمية الماء والسوائل في الجسم، وهذا ما يشعره بخسارة وزنه، ولكن هذا غير صحيح؛ ففي هذه الأنظمة لم تحترق الدهون بشكل كبير، وبالتالي الابتعاد عن الريجيم القاسي لفترة قصيرة تؤدي إلى عودة الوزن مرة أخرى، وقد يكون مضاعفًا هذه المرة، لأن الامتناع عن تناول الطعام لفترة يولد نوعًا من الشراهة الشديدة لتناوله ما يزيد من الشهية تجاه الطعام، والعودة لاكتساب الوزن مجددًا.
وباعتقاد الاختصاصية جراد، فإن معدل فقدان الوزن الطبيعي خلال الشهر الواحد يجب أن يكون ما بين 3 إلى 4 كيلو غرامات فقط، بالإضافة إلى ضرورة احتواء النظام الغذائي على جميع العناصر الغذائية، بما فيها الدهون لكن بكميات قليلة، بالإضافة إلى تقسيم الوجبات ليصبح عددها أكبر لكن بكميات أقل، والتركيز على ممارسة الرياضة لمدة ساعة يوميًا، وبذلك يتمكن من تنزيل وزنه بصورة طبيعية دون التعرض لأية أمراض هو في غنى عنها.