رائحة الجسد أمر طبيعي، لهذا نهتم بالنظافة ونبتكر العطور، لكن هل يمكن للطعام أن يؤثر على رائحة أجسامنا؟
الباحثون قاموا بدراسات مستفيضة ووجدوا بما لا يقبل الشك أن أجسامنا تتأثر بما نأكل. الطريف في تلك الدراسات هو أن الباحثين وجدوا أن التخلي عن اللحوم وتناول المزيد من الخضراوات يجعل رائحة الجسد أكثر إثارة، بل أن غذاءنا يمكن له حتى أن يغير لون بشرتنا.
ففي جامعة تشارلز في براغ قام الباحثون باختبار على مجموعتين من الرجال، وجعلوا الرجال في المجموعة الأولى يتناولون الكثير من اللحوم لمدة أسبوعين، والمجموعة الثانية تتناول الخضار والفاكهة فقط للمدة ذاتها.
أثناء الدراسة تم جمع روائح الجسم بوضع قطع من القطن في منطقة الإبط لمدة 24 ساعة،. بعد ذلك تم جمع قطع القطن المليئة بالعرق، وطلبوا من ثلاثين طالبة استنشاقها وتصنيف الرائحة على مقياس من عدة نقاط من حيث قوة الرائحة، ولطفها، ومدى الجاذبية الجنسية فيها، ولم تكن الطالبات يعرفن لأي فئة من الرجال تعود قطع القطن المشبعة بالعرق.
الطريف في الأمر أن النساء قمن بتصنيف روائح أجسام الرجال الذين لم يتناولوا اللحوم باعتبارها أكثر جاذبية جنسية، ومستساغة أكثر من رائحة الرجال الذين تناولوا اللحوم.
لكن البحث لم يتوقف عند هذا الحد، فقد لاحظ الباحثون أن الرجال الذين تناولوا الكثير من الخضار والفاكهة أخذ لون بشرتهم يميل إلى اللون الأصفر، والغريب أن النساء وجدن هؤلاء أكثر جاذبية جنسية من الرجال الآخرين.
لقد عزى العلماء سبب تغير لون البشرة إلى أن الخضار والفواكه مليئة بمواد مضادة للأكسدة تسمى الكاروتينات وهذه المادة تعزز اللون الأصفر في بعض الحيوانات، والإناث في هذه الحيوانات يجدن الذكور الذين يميل لونهم للون الأصفر مثيرين بشكل خاص.
ويبدو أن الأمر نفسه ينطبق على البشر، فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن تناول العصائر المليئة بالكاروتينات يوميا لمدة ستة أسابيع تسبب في حدوث تحولات في لون البشرة نحو الاصفرار، والغريب أن هذا اللون كان جذابا للنساء حتى في الدراسات التي أجريت في دول ذات أعراق أخرى؛ إذ وجدت النساء هناك أيضا أن لون البشرة الصفراء جذاب بشكل خاص لدى الرجال. ومثلما توقع الباحثون، صنّفت النساء رائحة العرق عند الرجال ذوي البشرة الصفراء بأنها أكثر جاذبية.
الخلاصة
هناك دليل جيد على أن ما نأكله يؤثر على الرائحة لدينا، وأن تناول الفواكه والخضراوات يغير لون بشرة الإنسان، على الرغم من ذلك، ليس هناك ما يؤكد أن ذلك الاصفرار في البشرة يعد مؤشرا موثوقا على صحة جيدة، ورغم أنه ما زال لا يوجد دليل مؤكد يلقي الضوء على دور رائحة الجسم ولون البشرة في التفاعلات بين الناس في العالم الحقيقي.