في يوم الثلاثاء الماضي، قدمت فيرجيني فيارد مجموعتها الجديدة من الأزياء الراقية للعلامة الفرنسية الشهيرة شانيل لموسم ربيع 2020 في القصير الكبير في باريس.
وقد تم تحويل المكان المفضل لإقامة عروض الدار الفرنسية إلى مدرج على شكل حديقة مستوحاة من الحديقة الموجودة في دار الأيتام Abbey of Aubazine، حيث أمضت كوكو شانيل 7 سنوات من طفولتها، وشملت المجموعة 62 إطلالة مختلفة مميزة وراقية.
عادت فيارد إلى التاريخ الشخصي لمؤسسة العلامة التجارية غابرييل "كوكو" شانيل نفسها، ووجد الضيوف أنفسهم يسيرون في مسار من الطوب محاط بالملفوف والطماطم والزهور وحتى نافورة مائية، وكل ذلك جاء تكريما لحديقة دار الأيتام Abbey of Aubazine، حيث تُركت شانيل وشقيقتها من قبل والدهما عندما كانت كوكو تبلغ من العمر 11 عاما فقط بعد وفاة والدتها، وقد قضت هناك سبع سنوات.
وصرحت فيارد في بيان أنها قامت بزيارة لحديقة دار الأيتام التي ألهمت المجموعة الجديدة قائلة: "ما أعجبني على الفور هو أن الحديقة كانت فارغة وخالية من العشب والنباتات، لقد كانت مشمسة حقًا، المكان جعلني أفكر في الصيف، والجو المعطر بنسيم الورود، فكرت في تطريزات الأزهار مثل المعشبة والزهور الحساسة، و ما يهمني في هذا الديكور كان التناقض بين تطور الهوت كوتور وبساطة هذا المكان."
وأضفى نظام الألوان بالأبيض والأسود إلى حد كبير تقشفا على المجموعة في إشارة إلى زي الراهبات، وبالرغم من أن معظم القطع كانت أحادية اللون، إلا أن المصممة تلاعبت بالأنماط والأشكال وابتكرت قطعا مستوحاة من الزي المدرسي الذي كانت ترتديه شانيل نفسها.
ظهرت طبعة الـ Houndstooth بشكل كبير ضمن المجموعة، إلى جانب قماش التويد المنقط وطبعة الدوت سويس والدانتيل والتقليمات، وظهر الأسلوب الطابع الشبابي للزي المدرسي على شكل ياقات بيتر بان، وأحذية اللوفر المنسقة مع جوارب الكاحل البيضاء، أو جوارب طويلة ضيقة شفافة، وأتت معظم القطع بطول يصل إلى الكاحل أو الركبة.
كانت إحدى الإطلالات البارزة في المجموعة بدلة تنورة مستوحاة من الزجاج الملون، في إشارة مباشرة إلى النوافذ الفعلية من دير طفولة شانيل المذكور أعلاه، كانت أيضا إحدى البدلات التي استُخدمت فيها ظلال متنوعة من الألوان في المجموعة.
ومن جهة اخرى، عرضت فيارد عشقها للتصميم المعقد من خلال إضافة طبقات من نسيج التول ببراعة على قطع الحياكة الغنية أو من الجمع بين الحرير الدقيق والدانتيل معا.
وفي هذا الموسم، شاركت كل من جيجي حديد وكيا جربر وآدوت أكيش وغريس إليزابيث في العرض، باعتبارهن من العارضات المقربات للمصمم الراحل كارل لاغرفيلد، وخطفت جيجي حديد الأنظار بفستان أسود ذي أكمام طويلة، تميز بأزرار براقة وحزام بإبزيم منمق بأحجار الراين والياقة المطرزة.
تم تنسيق كل مظهر تقريبا مع الجوارب البيضاء أو الجوارب السوداء أو بيضاء مطوية سميكة حول الكاحلين، أما الأحذية فتنوعت بين الكعوب المكتنزة السوداء أو الكعب ثنائي اللون، وغابت حقائب اليد عن التشكيلة، فيما أتت بعض الإطلالات بأحزمة سوداء أو بيضاء عريضة بأبازيم مربعة متلألئة.
واختتمت طالبة الهندسة الطبية الحيوية الأمريكية التي تحولت إلى عارضة الأزياء ريبيكا لونجينديك العرض كعروس كلاسيكية مرتدية فستانا في ظل الأوف وايت بحزام الخصر وأزرار أمامية مزينة بالكريستال وبياقة بيضاء بارزة، وتزين خصر الفستان بحزام أبيض عريض بإبزيم مربع لامع، منسق مع طرحة التول المنسدلة على الأرض.
في حين أن غالبًا ما تُعتبر الهوت كوتور فرصة لابتكار ملابس جريئة ذات جودة عالية، إلا أن فيارد تستمر في إظهار قوتها التي تتجلى في قدرتها وبراعتها في ابتكار تصاميم أنيقة وغير مبتذلة للحياة اليومية، و قد كان سلفها الراحل كارل لاغرفيلد معروفًا بمجموعاته المترفة وتصميماته النابضة بالحياة، ولكن بعد أربع مجموعات فقط من توليها المنصب الإبداعي، صنعت فيارد رؤيتها الخاصة لكل من الأزياء الجاهزة والهوت كوتور، وبالنسبة لمجموعة ربيع 2020، أثبتت قدرتها في العثور على الإلهام حتى في الفترات الأكثر حزنًا من حياة شانيل وصنع شيء جديد ومختلف تمامًا.