لم يعلم العروسان المصريان باسم ورقية أن سعادتها الغامرة بين الأهل والأحبة ستتحول إلى مأساة تكتب عنها الجرائد وتتناقلها القنوات بعد ساعات من ليلة زفافهما.
بدأ تفاصيل الحادث المأساوي بتلقي مديرية أمن بني سويف إخطارا من شرطة النجدة، بعد بلاغ من مواطن مصري يفيد بوفاة نجله "باسم"، 24 سنة، وعروسه "رقية" 18 سنة، داخل شقتهما بعد ساعات من الزواج.
وكشفت التحقيقات أنه في يوم الواقعة صعدت والدة العريس لشقة ابنها للاطمئنان عليهما مساء السبت، عقب مرور 48 ساعة على مراسم الزفاف وذلك بعد تأخرهما في النزول من شقتهما، ومع تكرار الضغط على جرس الشقة دون وجود استجابة منهما اضطر أفراد الأسرة لكسر الباب، ليجدوا العروسين متوفيين داخل الشقة، وبتوقيع الكشف الطبي على العروسين تبين أن سبب الوفاة اختناقهما نتيجة استنشاقهما كمية كبيرة من الغاز.
وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق وصرحت بدفن الجثتين وتسلمت أسرتاهما الجثامين لدفنهما بالمقابر.
واقعة اختناق عروسين بالغاز لم تكن الأولى فقد ارتفع عدد ضحايا الاختناق بالغاز، والمعروف بـ"القاتل الصامت"، كونه عديم اللون والرائحة وينبعث من وحدات التدفئة المنزلية، كما أنه يمنع نقل الأوكسجين إلى الأنسجة والخلايا، ويؤدي إلى تلف دائم في المخ لعدة أسابيع.
كما تكرر الأمر مع عروسين آخرين بعدما لقيا مصرعهما، أبريل 2019، خنقا ببخار الماء أثناء استحمامهما بشقتهما بعد أسبوع من زفافهما.
وتوصلت تحريات المباحث إلى أن والد الزوج صعد إلى شقة نجله للاطمئنان عليه، بعد أن ذهب إلى شقته ولم يخرج منها، وعندما لم يرد عليه كسر باب الشقة وفوجئ به وزوجته ملقيان في حمام الشقة جثتين هامدتين.
وكشفت المعاينة أن حمام الشقة صغير جدا وأنه لا يوجد به شباك تهوية ولقيا مصرعهما خنقا بالبخار، وصرحت النيابة بدفنهما عقب مناظرة أحد الأطباء الشرعيين لهما.
وينصح الخبراء ربات المنازل تهوية الحمام أثناء الاستحمام حتى لا يتشبع الحمام بغاز أول أكسيد الكربون، وعدم إشعال الفحم في مكان مغلق، وضرورة فتح الشفاط في المطبخ أثناء الطبخ حتى لا تتعرض للاختناق.