تعد مرحلة المراهقة فترة انتقالية يعيشها الأطفال للانتقال من مرحلة الطفولة إلى الرشد، وتعد هذه الفترة من أهم الفترات في حياة الشباب والفتيات بشكل عام، وفيها تحدث العديد من التغييرات، كالتغييرات السلوكية والشكلية.
ومن أكثر التغييرات السلوكية التي تطرأ على المراهقين وتدعو للانتباه، بحسب أخصائي التغذية العلاجية وعلوم الأطعمة الدكتور محمد أمين أحمد، إصابتهم بمرض "الشراهة"، وهي ظاهرة تتفشى عند المراهقين، وتبدأ عوارضها باللجوء إلى الطعام بشكل مفرط حتى يصبح بالنسبة لهم، ملجأهم الوحيد الذي يشعرهم بالأمان الذي يفتقرون إليه، ووسيلة للهروب من المشاكل والضغوطات النفسية التي يعانون منها في حياتهم اليومية.
أما الفتيات في تلك المرحلة فهن الأكثر اكتئابا، وأكثر عرضة لبدء الشراهة عند الأكل؛ إذ تتضاعف لديهن الرغبة في تناول الطعام، بسبب التغييرات الجسدية الداخلية، فيملنَ إلى تناول مختلف أنواع الأطعمة من دون التفكير في العواقب التي قد تنتج عنها، ويصبحنَ أكثر عرضة لاكتساب الوزن الزائد بسرعة.
فبحسب أحمد، التغيير في هرمونات البلوغ يجعل المراهقات في حالة من الجوع المستمر، كما أن النظام الغذائي غير الصحي وغير المنظم يمكن أن يسبب لهن الشراهة الكبرى بسبب عدم انتظام مواعيد تناول الوجبات الرئيسية وعدم تحديدها؛ ما يؤثر بشكل سلبي على عملية الأيض، وبالتالي لا يشعرنَ بالراحة لما يتناولنَه، ويبقيَن في حاجة إلى تناول المزيد.
بالإضافة لذلك، تستدعي هرمونات الجسم إلى زيادة السعرات الحرارية المطلوبة لأجسام المراهقين سواء ذكورا كانوا أم إناثا؛ وهو ما يزيد من معدل استهلاك وجبات سعراتها الحرارية عالية، وخاصة الحلويات والنشويات والدسم؛ ما يعني زيادة وزنهم.
معالجة هذه الشراهة
جملة من الخطوات التي يتوجب على الأهل اتباعها للتعامل مع المراهق لخروجه من هذه الدوامة المرضية، أولها يتعلق بالاستماع إليه والتحدث معه عن مخاوفه وما يزعجه نفسيا وخارجيا، ودعمه على الصعيد النفسي لمعرفة الدافع وراء إفراطه في تناول الطعام، ومساعدته على تناول الغذاء الذي يلبي حاجاته الغذائية، بحسب أحمد.
ولا بد أيضا من مراقبة نوع وكمية الطعام لتحديد درجة المشكلة وكيفية معالجتها، والاستعانة بمساعدة طبية للحد من هذا التدهور الصحي إذا استدعى الأمر.
إلى جانب ذلك، التركيز على وجبة الإفطار، على أن تكون مدعومة بالفواكه والحبوب الكاملة والحليب ومنتجاته، مع تناول من 4 - 5 وجبات مقسمة على مدار اليوم لتنظيم معدل الحرق وتقسيم السعرات الحرارية للجسم بشكل دوري، وبالتالي تقليل أو تنظيم الشهية.
التركيز على شرب الكثير من الماء لنقل العمليات الحيوية للجسم، وتقليل الشهية، مع فائدتها في تلك المرحلة في الحفاظ على نقاء بشرته وعدم تساقط شعره وزيادة معدل الحرق، والتأكيد عليه لممارسة الرياضة بشكل منتظم ودوري.
وأخيرا، ينتهي أحمد إلى ضرورة مساعدته ومتابعته في النوم والاستيقاظ الباكر لدورهما في تنظيم هرمون النمو وبالتالي التأثير على نظام شراهته ونَهمه.