تم في الآونة الأخيرة تداول العديد من الفيديوهات لأطفال يثبتون قدرتهم على أكل الفلفل الحار بل والاستمتاع وهم يقضمونه، إما يكابرون على أنفسهم عناء حرارته الشديدة لحصد الإعجاب من المتابعين أو فعلا هو بالنسبة لهم كشرب الماء.
وهذا ما يدعو للتساؤل: إذا كان الطفل فعلا يحب الفلفل الحار ويدمنه، فإلى أي مدى يمكنه تناوله، وهل له فوائد أيضا؟.
عن هذا التساؤل تجيب مهندسة التغذية ديمة الجراح أن الفلفل الحار بشكل عام يقلل خطر الإصابة بالسرطانات، نظرا لوجود مادة الكابسيسين التي تبطّئ من انتشار الخلايا السرطانية كسرطان البروستاتا والجلد، كما تساعد تلك المادة على تخفيف بعض الآلام، لقدرتها على الارتباط بمستقبلات الألم.
والفلفل الحار يساعد على زيادة معدل الأيض في الجسم، وخفض ضغط الدم، إلى جانب أهميته في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي؛ إذ يساعد في الوقاية من قرحة المعدة، بعكس ما هو سائد، ويحفز الأنزيمات والسوائل الهضمية فيعزز من عملية الهضم.
ويعتقد الباحثون أن مركب الكابسيسين يحسن من حساسية الجسم للأنسولين، وبالتالي يحسن من توازن السكر ويخفض من احتمالات الإصابة بالسكري، وفق الجراح.
وأخيرا، يقلل من الشعور بالاحتقان، لامتلاكه خصائص مضادة للبكتيريا من شأنها محاربة التهابات الجيوب الأنفية.
لماذا يحب الأطفال تناوله؟
ما تشير إليه الدراسات هو أن الجينات تمثل 18- 58% من حب الأشخاص للفلفل الحار، وهذا ما يفسر كذلك حب الأطفال الشديد له، بحيث تختلف لديهم مستقبِلات الألم عن غيرهم، وأن تناولهم له بكثرة أيضا يقلل من حساسيتهم تجاه حرقته.
أضراره على صحة الطفل
رغم أن الفلفل الحار يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، تشير الجراح بأن هناك دراسات ربطت بين تناول الفلفل الحار وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الفم والحلق والمعدة.
كما أن كثرة تناوله قد تسبب الغثيان وآلام البطن والبواسير والإسهال، خصوصا للأطفال الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وأما إن كانوا يعانون من حساسية الجلد، فهو يسبب لهم تهيجات فيه.
كيفية التقليل من كميته للطفل؟
ذلك يعتمد على العوامل الجينية والبيئة والطبيعة التي يعيش داخلها الطفل، ولكن لا مشكلة إذا تناول كميات قليلة منه، خصوصا إذا حرص على أن لا يكون حارا بشكل كبير، خصوصا أن الكميات الكبيرة، ستؤدي إلى إتلاف خلايا التذوق لديه، ويمكن أن تسبب مضاعفات صحية في الجهاز الهضمي، أو أن تزيد في مشاكل قرحة المعدة عنده.