بات مشهد فتاة أو سيدة تقود مركبة كبيرة في الشوارع أمرًا عاديًا ومألوفًا هذه الأيام، في ظل تقافز تساؤلات عديدة من هنا وهناك عن سر إقبال تلك النساء على اقتناء هذه المركبات الضخمة بدلاً من اقتنائها لسيارة صغيرة أو متوسطة الحجم تتناسب مع حجمها وأنوثتها.
وفي حين يعزو البعض سر هذا الخيار إلى أسباب منطقية كالأمان الذي تشعر به المرأة أثناء قيادتها لسيارة كبيرة، أو المساحة التي توفرها تلك السيارة لأفراد العائلة أو المشتريات، رغم معارضة البعض بشدة قيادة المرأة لتلك السيارات، ويرى أنها تنتقص من أنوثتها وتظهرها بمظهر غير لائق.
أشخاص يعرضون آراءهم حول السيارة الكبيرة
تعتبر باربارا أوليندا وهي صاحبة سيارة ضخمة أن قيادة هذا النوع من المركبات يجعل منها سائقة ماهرة، كما أن القيادة من مكان مرتفع عن باقي السائقين يجعلها ترى كل ما حولها بوضوح، بالإضافة إلى الشعور بالخصوصية أكثر وهي داخل مركبتها المرتفعة، حيث تستطيع الغناء، وتناول الطعام، وإصلاح مكياجها وفعل الكثير من الأشياء بعيدًا عن أعين الفضوليين.
كما توفر لها سيارتها الكبيرة مساحة ضخمة لجميع أصدقائها أو أفراد عائلتها، كما يمكنها الذهاب للتسوق وشراء جميع احتياجاتها دون عناء التفكير بالمساحة التي ستحتاجها لكل تلك المشتريات.
لكن لدى خبير العلاقات الأسرية، الدكتور شونتي فيلدهان، رأي مغاير تمامًا، فهو يرى أن بعض النساء تتعمد اقتناء سيارة ضخمة فقط لتثبت أنها تستطيع منافسة الرجال في كل شيء، وليس لأنها فعلاً بحاجة إلى سيارة كبيرة، معللاً ذلك بأن السيارات الكبيرة صممت لتناسب الرجال من حيث الحجم وطبيعة العمل وليس النساء؛ فبالقدر الذي تجد فيه بعض النساء الرجل بكامل رجولته وهو يقود سيارته الضخمة، يرى الرجال المرأة فاقدة لشيء من أنوثتها وهي تفعل نفس الفعل.
ومن وجهة نظره، أنه كلما كبرت المركبة، ازدادت عجرفة وضيق أفق صاحبها، قائلاً: "يكفينا ما يكفينا من السائقين المتعجرفين من الرجال في الشوارع، لا ينقصنا وجود نساء من هذا الصنف أيضاً، ولا يمكنني أبداً احتمال رؤية امرأة تلتصق بمقود مركبة ضخمة وتناور في الشارع بكل عنف".
واستنتجت إحدى الدراسات الأمريكية أن المرأة التي تقود مركبة ضخمة هي امرأة قوية الشخصية وجذابة، وأن الأمر لا ينتقص من أنوثتها أبدًا، بل على العكس تمامًا، يزيدها جاذبية ويكسبها الاحترام من كلا الجنسين.
بالإضافة إلى أن السيارات الكبيرة آمنة أكثر بالنسبة للنساء، فهي ملائمة للطرق الوعرة والثلوج وغيرها من المعوقات التي قد تعترض طريق السائقين بشكل عام، وبغض النظر عن تعدد الآراء حول قيادة المرأة للمركبات الضخمة، يبقى الأمر حرية شخصية، وكل شخص لديه الحق في فعل ما يراه مناسبًا له.