عندما يعود الطفل من المدرسة وتسأله أمه: "هل تناولتَ الساندويشة التي أعددتُها لكَ للمدرسة؟" وتكون إجابته في العادة: "لا". فإنها تستشيط غضبا وتبدأ بتوبيخه.
فكيف تتخطى الأم حصول هذا الأمر؟
أخصائية التغذية المهندسة إيناس الفرخ، ركزت على أهمية تعلُّم الطفل تحضير وجباته الصحية بنفسه، وأخذها معه إلى المدرسة.
فعمل طفلها الساندويشة الخاصة به من أهم الأسباب التي تشجعه على تناولها في المدرسة، ومن الجميل أن تشاركه الأم في اختيار الحشوات التي يفضلها، مع التركيز على الأطعمة الصحية.
ومن الممكن أن تساعده في اختيار نوع الفاكهة التي يفضلها، وتجهيز علبة صغيرة أو ما يدعى "صندوق الطعام" الخاص به، ويُراعى وضعه داخلها بشكل مرتب بمساعدة والدته.
ويجب على الأم مراعاة احتواء وجبته على عدة عناصر غذائية، حتى يحصل على كافة احتياجاته دون نقص، خصوصاً أنه يقضي مدة طويلة في المدرسة، وفترة سنّ المدرسة، هي فترة يتطور فيها عقله وطوله ونموّه بشكل عام، لذا فإن تناول وجبة الإفطار تساعده على زيادة التركيز كفائدة أولى، وبالتالي الاستيعاب والتحصيل الدراسي، وتضمن له نشاطا حركيا معتدلا في المدرسة، أي دون خمول أو فرط في الحركة، وبلا شعور بالتعب كفوائد أخرى، وفق الفرخ.
حشوة الساندويشة
وفق الفرخ، يفضل أن تحتوي الساندويشة على مصدر للبروتين كاللبَنة والجبنة البيضاء، ويمكن اختيار أنواع من الحشوات كالمربيات المحضرة من الفاكهة، وعدم إغفال وجود نوع من الخضار يفضلها طفلها مثل: الخيار أو الفلفل الملون أو الخس أو البندورة.
وأن ترفق معه نوعا من الفاكهة التي يحبها، كمصدر للفيتامينات التي يحتاجها جسمه، بالإضافة إلى مصدر من النشويات وهو الخبز؛ إذ يفضل أن يكون من الخبز الأسمر لاحتوائه على نسبة من الألياف.
ومن الخيارات أيضا الفطائر المحشوة بالسبانخ أو الخضار كالبطاطا المسلوقة أو حشوة البازيلاء والجزر المطبوخ.
بعض الأطفال قد يحضر الساندويشة بوضع الحشوة على وجه الرغيف، فيرسم بالخضار شكل عيون، وبالفلفل الحلو الملون صورة "فم"، وبالتالي تصبح على شكل "وجه إنسان" تجذبه لتناولها.
ولا بأس من إرفاق علبة حليب منكّه لاحتوائه على الكالسيوم المفيد لصحة عظامه.
وممكن أن تعطي الأم لطفلها مصروفا خاصا به لشراء نوع واحد من مقصف المدرسة من الأشياء التي يحبها كالشيبس أو الشوكولاتة مقابل تناولها بعد تناول ساندويشته.
وبذلك مع الوقت، كما تبيّن الفرخ، سيبدأ بتحضير الساندويشة الخاصة به وحده، خصوصا إذا قامت بتجهيز كافة متطلبات الساندويشة ليحضرها وحده دون الاعتماد عليها في كل مرة، وهنا تتأكد الأم أنه انتبه لأهمية وجبة الإفطار وكيفية تحضيرها بنفسه وأخذها للمدرسة.