لا تتمثل الطريقة التي تُظهر اهتمام الزوج بزوجته بمنحها الدعم والاهتمام من النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية فقط.
بينما يكون الاهتمام معنويًا وعاطفيًا، والاستماع لهمومها ومشاكلها، ومتابعة مشاريعها، والتفكير معها، والتناغم مع توجهاتها ومشاعرها، والتخفيف من أحزانها ومشاركتها أفراحها، من متطلبات الاعتناء بها، وأكثرها أهمية بالنسبة لها "العناق" أو "الحُضن".
تقول الدراسات إن الإنسان يحتاج من الأحضان أربعة كل يوم ليعيش، وثمانية ليعالج نفسه، واثني عشر حضناً حتى ينمو ويتطور.
لذلك، يمكن التفسير بأن عناق الزوجة بشكل يومي من السلوكيات الهامة التي تشكل بالنسبة لها نوعًا من التقدير والاهتمام البالغ، وتعتبره سموًا في علاقتهما، ووصولها إلى مستوى الالتصاق حينما يكون عناقها في كل صباح ومساء، في الذهاب والعودة من أقرب الناس إليها وشريك حياتها.
فيما دراسات أخرى أجريت حول العالم في مناطق مختلفة، كلها تشير إلى أن عناق الزوجة يوميًا يُبقيها بعيدة عن الطبيب فهو إذًا "مضاد الاكتئاب"، وينعكس عليها بفوائد صحية تبدأ من الرأس حتى أخمص القدمين، ويساعدها على الاستمتاع بحياة صحية جيدة، هذا على الصعيد الصحي.
أما على الصعيد النفسي، فقد أثبت المؤتمر العالمي للعلاج النفسي في شنغهاي أن عناق الزوجة له فوائد نفسية رائعة، أولها يساعدها في تحسين مزاجها، خصوصًا أنه وفي أثناء عناق زوجها لها يرتفع هرمون السيروتونين الذي من شأنه تحسين مزاجها للأفضل، وتسيطر مشاعر العاطفة على جسمها بالكامل، ويوفر لها لحظات من الهدوء بعيدًا عن فوضى العالم الخارجي، ويُحدث صمتًا داخل عقلها، يحقق الاسترخاء لجسدها بأكمله.
ووفق الدراسة التي أجرتها جامعة إيموري، وجدت أن عناق الزوج لزوجته يقلل من مستويات الكورتيزول في جسمها، والتي تعرف باسم هرمونات التوتر، بحيث يحفز الدماغ على خلق شعور بالسلام والهدوء من خلال تغير مستويات الأكسيتوسين في الجسم.
وما أضافته الدراسة هو التأكيد على أن استمرار العناق لأكثر من 20 ثانية يمكن أن يساعد في حرق ما يصل 2 - 3 سعرات حرارية في الدقيقة الواحدة، ويساعدها على التحكم في مستويات ضغط الدم وضبط مستويات الكوليسترول فيه.
العناق يخفف من آلامها، ويساعدها في إفراز المواد الكيميائية كالأندروفين الذي يمكن أن يكون أقوى من مادة المورفين المخدرة التي تستخدم في تخفيف الألم.
لتلك الفوائد المذهلة، نصحت الدراسة بعناق الزوجة يومياً قبل الخروج من المنزل وبعد العودة إليه، ولو زاد على العناق "التقبيل" أيضاً، فإنه يعمل على تحسين شكل عضلات وجهها، ويزيدها إشراقاً وبهجة.
من هنا، نخلص إلى أن العناق نوع من العلاج العصبي، وزيادة مشاعر الرضا، والحد من القلق والتوتر، ناهيك عن تأثيره على نوعية العلاقة ما بين الطرفين ويقلص من خلافاتهما أو يمحوها، ويزيد من حجم الثقة، والشوق للقاء بشكل أكبر في كل مرة، خاصة أن الزوجة تكون سعيدة طوال النهار جراء التخفيف عنها من كل الضغوطات والتوتر والقلق.
لهذه الآثار كلها، ينصح اختصاصيون نفسيون بأنْ لا يحرم الزوج زوجته من متعة التواصل والعناق الذي يُشعرها بإنسانيتها وقوتها.