مع تقدم مستوى الخدمات الطبية ودعم التكنولوجيا المتطورة للقطاع الصحي، إلّا أنه تبقى مشكلة الأخطاء الطبية من أكثر المعضلات الشائكة في القطاع الصحي والتي تكبد المرضى والمراكز الصحية الكثير من العناء على جميع الأصعدة.
وفي آخر حوادث الأخطاء الطبية الصادمة والتي حصلت في أمريكا، خضعت "كارولين بورست" إلى عملية جراحية بسيطة من أجل تحسين تدفق الدم نحو قدميها في مستشفى جامعة لويزفيل عام 2011 وكان عمر كارولين حينها 54 عاما.
وفي أثناء العملية، قطعَ الجراح "مارفن موريس" الوريد الكلوي الذي يُغذي الكلية لديها عن طريق الخطأ، وتمّ حينها استخدام إسفنجة بطول وعرض 45 سنتمر مُربع لتجفيف الدم، وعندها أخطأ الأطباء مرة أخرى؛ إذ نسوا الإسفنجة داخل جسد كارولين.
وبحسب مُلخص القضية الذي كتبه محامي بورست، فكان على الممرضات أن يحصين عدد الإسفنجات بعد العملية وقبل ذهابهن لاستراحة الغداء، لكنهن لم يفعلن ذلك، ولم يلتزمن بالسياسات المطلوب منهن اتّبعاها، وقد رأينها فقط وكأنها "مُجرّد مبادئ توجيهية".
ومع مرّ السنين، وبالتحديد في عام 2015، عانت بورست، البالغة من العمر اليوم 62 عاما، من مضاعفات الجهاز الهضمي، بما في ذلك القيء الشديد، حيث تآكلت الإسفنجة في أمعائها.
ورأى الدكتور مارك نونلي في مستشفى بابتيست إيست الإسفنجة عن طريق الفحص بالأشعة المقطعية، لكنه لم يخبر بورست، بل سمح لها بالخروج من المستشفى بعد أن شخّصها بعدوى في المسالك البولية، وفقًا لملخص الحالة من المحامي بولس.
وفي نوفمبر 2016، تم نقل كارولين إلى مستشفى بابتيست إيست بسبب مُعاناتها من ألم معوي شديد، وهذه المرة، أخبرها الأطباء عن الإسفنجة وتم إزالتها.
ومع ذلك، وبينما كانت تتعافى في مركز Franciscan للرعاية الصحية، ظهر على كعب كارولين الأيسر قرح داكن.
كان سبب القرح هو عدم وجود ما يكفي من المساعدين في مركز الرعاية لمساعدة كارولين على النّهوض من السرير؛ ما أدى إلى فرك كعبها بملاءة السرير لرفع نفسها، وبسبب المضاعفات، تعذر إنقاذ ساقها حتى بعد إجراء عمليتين لها، لذلك تم بترها من أسفل الركبة في يوليو 2017.
ويوضح ملخص الحالة من قِبل المحامي بأن المستشفى قدمت عرضا قبل المحاكمة بقيمة 500,000 دولار لحل النزاع، والذي وصفه المُحامي بولس بأنه "مهين".
وخلال المحاكمة هذا العام، عثرت هيئة المحلفين بالإجماع على أن كلا من المُستشفيات وطبيب العائلة والدكتور Brumleve، على خطأ، كم تم العثور على الدكتور موريس، الجراح الذي قطع الوريد.
ومُنحت كارولين بورست تعويضا قيمته 9.5 مليون دولار، بما في ذلك 550،000 دولار لتغطية النفقات الطبية السابقة، و 875،000 دولار للنفقات المستقبلية، و 8،075،000 دولار للألم والمعاناة العقلية والبدنية.
ومنحتها هيئة المحلفين أيضا مليون دولار تعويضات عقابية، ليصل مجموع تعويضاتها إلى 10.5 مليون دولار.