كيف كانت الجدة وابنتها تُخطئان في علاج المولود قديما؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
5 يناير 2020,9:45 ص

في القديم، كانت الأمهات والجدّات في البلدان العربية يقمنَ ببعض العادات والممارسات الخاطئة تجاه الطفل الرضيع، لقلة توافر الإمكانيات والأطباء والعلاجات آنذاك.

ورغم ذلك، كانت هذه الممارسات هي المتعارف عليها فاكتسبوها مع الزمن، وأصبحت هي الطرق الوحيدة والمتاحة في علاج المولود حسب الحالات التي يمر بها.

ولأن هذه الممارسات ما زالت مستمرة عند البعض حتى وقتنا الحاضر، كان لا بد من تسليط الضوء عليها وتحديد مواطن الخلل فيها، والطريقة الصحيحة في علاجها.

من تلك الممارسات السابقة يورد الطبيب العام الدكتور محمد يونس المداينه مجموعة منها وأين الخطأ فيها، وهي كالآتي:

نوم الطفل على بطنه

تظن معظم الأمهات والجدات أن نوم الطفل على بطنه يساعده على التخلص من ألم المغص أو الانتفاخ الذي يؤرق نومه وراحته، لكن ما تشير إليه أغلب الدراسات خطورة ذلك الأمر. والأفضل، كما يرى المداينه، تنويمه على الوضعية الطبيعية أي مستلقياً على ظهره، حتى يتمكن من التنفس بشكل طبيعي وآمن، دون الضغط على الجهاز التنفسي والرئتين.

إذ عندما يكون في أثناء نومه على بطنه بوضعية غير مستوية، فإن ذلك يعرضه لحالة تسمى إعادة التنفس، وهي حالة تؤدي إلى التسمم في الدم ثم الوفاة، وذلك لاستنشاقه زفيره المحتوي على ثاني أكسيد الكربون.

إسكات المولود باللّهاية

إذ تلجأ العديد من الأمهات لاستخدام اللهاية كوسيلة لمساعدة طفلها على النوم، أو كوسيلة لإسكاته وتوقيف بكائه. إلا أن هذه الوسيلة وفق المداينه، تعد وسيلة لنقل الفايروسات والميكروبات من محيط الطفل إلى فمه ولعابه وباقي أجهزة جسمه تباعا.

ليس هذا فحسب، بل تسبب مشاكل في أسنانه، إضافة إلى أنها تسبب الغازات لدى الرضيع بسبب دخول الهواء إلى داخل جسمه، كما أن استخدامها بشكل مستمر، يؤدي إلى الإدمان عليها ورفض ثدي الأم والرضاعة الطبيعية.

هزّ الطفل لإسكاته وتنويمه

إن هزّ الطفل ما قبل النوم بقوة، أو أحيانا رميه في الهواء بغرض اللعب معه، جميعها، بحسب المداينه، مسببات لإصابته بمتلازمة تسمى "متلازمة هز الرضيع"، من شأنها تدمير خلايا المخ. وفي حال كانت طريقة هزّه قوية، فقد تسبب له ارتجاجا في الدماغ، نظرا لتركيب الدماغ داخل الجمجمة، ونظرا لصغر حجم المولود وعدم قدرة جسمه على تحمل هذه الطريقة.

تمليح الطفل

ويُقصد بتلك الطريقة، تدليك جلد المولود بالملح أو تغسيله به، لاعتقاد الأم أو الجدة بقدرته على إزالة الأوساخ من جسمه، دون معرفة أن هذه الطريقة تصيب بشرته الحساسة بالجفاف والالتهابات الحادة وفقدان جسمه للسوائل.

وتُعدّ تلك الطريقة من أخطر العادات؛ فامتصاص جلد الرضيع الرقيق جدا للملح، ينتج عنه ارتفاع نسبة الأملاح في الدم بدرجة عالية، ناهيك عن أن امتصاص جزء من الملح من خلال الغشاء المخاطي للفم والأنف، يزيد من نسبة الأملاح في دمه ويُحدث التهابات في الفم واللثة والغشاء المخاطي للجهاز الهضمي.

كما أن بلع الطفل للماء المملح الذي يغسلون به، يؤدي إلى اختلال توازن الأملاح في جسمه.

تقميط المولود بطريقة غير صحيحة

وهو لفّ جسم المولود الجديد بغطاء من القماش بشكل لولبي، كوسيلة لمساعدته على الشعور بالاستقرار والنوم وشعوره بالدفء، وحماية ظهره، ولكن هذه الطريقة كما يراها المداينه، تؤثر على جهازه التنفسي، وطريقة تنفسه وإعاقة تحركه وعدم نموه بالشكل الطبيعي.

والأفضل هو تقديم الدفء والحماية له من خلال وضعه في مكان آمن، مع مراقبته طوال الوقت.

وما انتهى إليه المداينه هو عدم أخذ الأم بكلام الآخرين فيما يخص مولودها، فهي الأقدر على تحديد حاجاته، وعليها مراجعة طبيبه الخاص بشكل دوري، فهو الأعلم بالطرق الصحيحة لعلاجه.

google-banner
foochia-logo