ما نلحظه جميعا، أن الكثير من المسنين يعانون من فقدان الشهية وقلة الرغبة في تناول الطعام سواء من حيث الكمية أوالنوعية.
الأسباب وراء ذلك تردّها مهندسة التغذية ديمة الجراح إلى تناول كبار السن بعضا من الأدوية التي تؤثر على شهيتهم، وامتصاصهم للطعام، أو إصابتهم ببعض الأمراض كأمراض الجهاز الهضمي وتقرحات المعدة والقولون والإمساك، أو أمراض القلب والسكري والضغط.
كما تُسبب تحذيرات الأطباء لهم بعدم تناول بعض الأطعمة ارتباكا ونفورا من تناولها، وبالتالي فقدان شهيتهم خوفا من إصابتهم بأمراض كانوا بغنى عنها.
ولم تغفل الجراح التنويه إلى العلاقة الكبيرة بين مرض الزهايمر وفقدان الشهية؛ إذ يسبب هذا المرض تغيرات في التمثيل الغذائي الذي يحفز انخفاض الوزن، وذلك لتأثيره على الدماغ وبالتالي فقدان الذاكرة، لهذا السبب ينسى المرضى طلب الطعام خصوصا في المراحل المتقدمة من المرض، هذا من ناحية فقدانهم للشهيّة.
أما بالنسبة لإصابتهم بسوء التغذية، فتعود، وفق الجراح، إلى عدم قدرتهم على مضغ الطعام جيدا بسبب فقدان الأسنان وصعوبة بلعه، إلى جانب عدم قدرتهم على تنظيم وجبات الطعام؛ إذ يقوم بعض منهم بإهمال وجبة الفطور أو العشاء تحديدا نتيجة لشعورهم بالنعاس والرغبة في النوم.
إلى جانب ذلك، لا يتناولون الحصص الكافية من العناصر الغذائية الرئيسية، ناهيك عن شعورهم بالوحدة والكآبة، كما يقلل تقدُّمهم في السن من تناولهم للطعام بنسبة 20%.
هذا كله يستدعي من المقربين لهم الكشف عن علامات سوء التغذية، من خلال مراقبة عادات الأكل لديهم، ومراقبة أوزانهم، وكذلك ضعف قدرة جروحهم على الالتئام أو سهولة إصابتهم بالكدمات والنسيان أيضا.
نصائح تغذوية وحلول
تناول كميات كافية من الأطعمة المليئة بالعناصر الغذائية الرئيسية والأطعمة الطازجة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن خصوصا البروتين والكالسيوم كاللبن والبيض، كي لا ترتفع معدلات الإصابة بهشاشة العظام والكسور لدى كبار السن، ومن التوصيات التي قدمتها الأخصائية الجراح لتفادي إصابة كبار السن بسوء التغذية:
التركيز على تناول اللحوم والأسماك والكبدة؛ نظرا لخطورة نقص فيتامين (B12) على كبار السن، وزيادة إصابتهم بضمور الدماغ، وفقدان مهاراتهم المعرفية.
ولأن فيتامين (C) يساهم في حماية الجسم من الالتهابات، بالإضافة إلى كونه أساسيا في تكوين الكولاجين الذي يساعد على تقوية العظام وحماية المفاصل، لفتت الجراح إلى ضرورة تناولهم الفواكه والخضار بكميات جيدة يوميا.
والحرص أيضا على تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الذي يعد ضروريا للحفاظ على صحة العظام، بالإضافة إلى أنه معدن أساسي لوظائف الخلايا، ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، ويقلل من خطر الإصابة بحصوات الكلى، وهذا العنصر يمكن الحصول عليه وبكميات كافية من خلال النظام الغذائي المتوفر في الفواكه والخضراوات، كالموز، والخوخ، والبطاطا.
كما يُفضل تقسيم وجباتهم إلى 5 وجبات صغيرة، كي لا يملوا وهم يأكلون الوجبات الرئيسية الكبيرة، واتباع حمية صحية مناسبة للذين يعانون من مرض السكر أو الضغط وغيرهما لتحسين صحتهم وإمدادهم بالطاقة.
وفي الوقت نفسه، ينبغي الحذر من ملء معدتهم بالسوائل قبل تناول الطعام، كي لا تخفّ شهيتهم، ومراعاة اختيار الأطعمة الطريّة، وسهلة الهضم، حتى لو استدعى الأمر هرسها وتقطيعها لتصبح سهلة المضغ والبلع، والابتعاد بالمقابل عن المأكولات الجاهزة والمقلية والمليئة بالدهون.
لا بد من تشجيعهم على الحركة والمشي وممارسة بعض التمارين الرياضية السهلة لمن يستطيع منهم الحركة واستنشاق الهواء الطلق، لانعكاسه إيجابا على نفسيتهم، ورغبتهم بتناول الطعام.
وعدم إغفال الإكثار من السوائل أثناء الطعام؛ لأن كبار السن في الغالب يعانون من جفاف الفم ونقص اللعاب؛ ما يؤدي إلى عدم إدراك مذاق طعامهم جيدا.
وانتهت الجراح، إلى محاولة تناولهم الطعام مع الأهل والأصدقاء، خصوصا أن السبب الأكبر لفقدان شهيتهم هو غالبا ما يكون شعورهم بالوحدة والاكتئاب.