أكثر ما تحلم به كل فتاة هو ذلك الفارس الذي يملك كل ما تتفق عليه النساء من مواصفات أهمها صدقه ورومانسيته وبساطته وأن تكون بالنسبة له حبه الأول والأخير إن أمكن ذلك.
لكن حقيقة مغايرة تقول إن الفتاة أحيانا تفضل ذلك "الرجل القاسي والشقي" والغامض متعدد التجارب كثير الأطوار والذي إن احتاجت معه الوقت لشيء، فإنه سيكون لسبر أغواره و"حل" ألغازه واكتشاف مفاتيح الوصول إليه.
الاختصاصية النفسية الفرنسية باتريسيا ديلاهي تعتبر أن "الرجل القاسي" أكثر من مجرد ثائر ومشاغب ومثير للمشاكل، بل هو ذلك الرجل التي تعرف المرأة أنه لن يحبها وسيفطر قلبها، وهو الذي لا تظهر شخصيته الحقيقية إلا لاحقا، أي ما بعد الزواج.
وتقول إن الارتباط بهذا النوع من الرجال لا يعني بالضرورة أن تؤول الأمور إلى الأذى والخيانة والتعاسة معه، كما لا يمكن الحكم عليه منذ البداية بالقسوة، إلا من خلال تصرفاته وتعامله معها خلال العلاقة، فهو عندما يقع في حبها ينقلب حاله للأفضل، حتى وإن كان لعوبا.
وبخلاف ذلك، أوضحت الباحثة في جامعة تكساس كريستينا دورانتي من خلال إحدى الأبحاث التي أجرتها، أنه عندما تكون المرأة في فترة الإباضة، فإنها تنجذب أكثر إلى الرجل الذي يجيد اختيار الكلمات وتنميقها، وأن الهرمونات المرتبطة بالخصوبة توهمها بأن هذا الرجل قد يكون شريكا أو أبا أفضل، لكن هذه الدراسة أثارت جدلا كبيرا عند النساء وتم رفضها من قبل اختصاصيين اجتماعيين.
بالمقابل، أجرى خبراء من جامعة ليفربول ومؤسسات في بولندا وفنلندا دراسة تبين فيها أن المرأة تنجذب إلى الرجل الغامض بل إلى الرجل العنيف أحيانا، الذي توحي تصرفاته بأن التعامل معه ليس سهلا أو بسيطا.
وذلك مرده إلى بحث المرأة الدائم عن الحماية؛ فتجد في ذلك "الرجل القوي البطل" ملاذها، لكونه يملك القدرة لحمايتها وصونها من أي أذى، وهذا بالتالي سيؤدي إلى نقل تلك الصفة لأولادها بعدما ترتبط به.
وفي سياق موازٍ، تربط بعض النساء بين النرجسية والنجاح، فتنجذب إلى الرجل النرجسي، فما تؤكده دراسة نشرتها صحيفة “The Independent” البريطانية، أن مهارة سرد القصص من الصفات المرغوبة في الرجال بالنسبة لبعض السيدات؛ لأنها تشير إلى مكانته العالية ومعلوماته الغزيرة ومعرفته الأعلى منها؛ لذلك هي تنجذب له.
ومن هنا، فإن المرأة التي تبحث عن المغامرات والقصص التي فيها شيء من الشقاء والتحدي غالبا ما تبحث عن الرجل القاسي، الذي ترى فيه الجزء الآخر والمكمل لها، ناهيك عن رغبتها لتكون دائما تحت كنف رجل قوي لا يمكن لأحد، أيا يكن، المساس بها أو الإساءة إليها.
وبحسب الاختصاصيين الاجتماعيين، لا ترى تلك المرأة في هذا الرجل سببا في شقائها، بل ظلا لها، قادرا على الوقوف إلى جانبها في كل محنها، فيما قساوته التي يتمتع بها سيحولها إلى فرص إيجابية لإسعادها.
