أرجع باحثون السر وراء عدم اتفاق الأصدقاء في خروجهم على قرار موحد بشأن المكان الذي يمكنهم أن يتناولوا فيه الطعام مثلا إلى أن قراراتهم تكون نابعة عن حلول وسط وليست عن تفضيلات.
إذن ما الذي يصعب على الأصدقاء اتخاذ قرار موحد بشأن المكان الذي يمكنهم أن يتناولوا فيه الطعام؟ الإجابة ببساطة، وفق إيضاحات الأطباء، هي أنك وصديقاتك مختلفون تماما عن بعضكن البعض!
ولرغبتهم في الكشف عن أسباب حدوث هذا الخلاف حين يتعلق الأمر باتخاذ الأصدقاء قراراتهم، أجرى باحثون من كلية بوسطن، معهد جورجيا التقني وجامعة ولاية واشنطن دراسة حول ذلك الأمر، وتوصلوا لفرضية غاية في الغرابة، وهي أنه وبدلا من أن يدعم كلا الصديقين ما يريدانه أو يرضخ كلاهما لرغبات بعضهما البعض، فإنهما يتصوران أنه سيكون من الأفضل لكلا الطرفين إن تصرف أحدهم بشكل أناني والآخر بشكل غير أناني.
ووجد الباحثون أنه إذا كانت تجمع الصديقان صفة الأنانية، فسيصعب عليهما الاتفاق على قرار، وهو ما يفسر مثلا عدم اتفاقهما على اختيار مكان يتناولان فيه الطعام، حيث يميلان وقتها لترشيح أماكن مختلفة لبعضهما البعض، ونظرا لأنانيتهما، فنجدهما يرفضان اقتراحات بعضهما البعض. وبدلا من ذلك، فقد يكون الحل هو اقتراحهما مزيدا من الأماكن لحين اتفاقهما بعد تفاوض على مكان ما، ومن ثم شعور كليهما بالانتصار.
وقال الباحثون إنهم وجدوا أن القرار الذي يتوصل إليه الأصدقاء الأنانيون لن يكون قرارا مثيرا لاهتمامهما، كما لاحظوا حدوث نفس النتيجة إن تصرف الأصدقاء بطريقة غير أنانية، إلا في حالة تعامل الأصدقاء بكرم شديد وسمحا لتفضيلاتهم بأن تتجاوز بعضها البعض.
أما في حالة كان أحد الصديقين أنانيا والآخر غير أناني، فسيختار الشخص الأناني مكانا جيدا لتناول الطعام فيه وسيوافق عليه الشخص الآخر غير الأناني، بحسب ما أوضحه الباحثون في دراستهم.
وبينما قد يتصور البعض أن ذلك الأمر غير منصف للشخص غير الأناني، فما أوضحه الباحثون هو أن النتيجة النهائية في تلك الحالة ستكون أفضل، مما سيؤول إليه الحل الوسط، فاختيار أحدهما المفضل هو على الأرجح ذلك الخيار الجيد بالنسبة للشخص الآخر.