لماذا ننجذب للآخرين من المرة الأولى؟.. قراءة سيكولوجية!

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
1 يناير 2020,12:46 م

لأن "الأرواح جنود مجندة منها ما اختلف ومنها ما ائتلف"، يحدث أن يشعر أحدنا بالانجذاب لشخص ما لمجرد رؤيته للمرة الأولى، وكأن معرفته به قديمة وبعيدة منذ زمن، وأن شعورا غريبا قد جمع بين الطرفين، لم يسبق أن حدث مسبقا، وقد لا تجد له تفسيرا منطقيا.

‏في علم النفس، يقولون إن الأرواح لها قدرة على التخاطر وإدراك خبايا الأنفس وأثرها العميق، ويرون أن تجاذب الأرواح من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية، لأن كل إنسان له شبيه روحي يتناسب معه.

ويقول جبران خليل جبران أيضا: "ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تأتي بالمعاشرة الطويلة، ‏إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي".

أما من وجهة نظر الباحثة الاجتماعية آية المسلماني فتشير إلى أن التوافق بين إنسان وآخر لا يكون بسبب توافق عمري ولا جنسي ولا لوني، ولا بطول العشرة ولا بالرفقة المستمرة، إنما هي سر من أسرار التوافق الروحي.‏

فالحب، كما ترى الباحثة، هو ثمرة توفيق بين طرفين وليس ثمرة اجتهاد شخصي، وهو ناتج أيضا عن تآلف النفوس فيما بينها وانسجام طبائعهما بحيث يكملان بعضهما.

فكيف يقع الحب إذا؟

تعتبر المسلماني، أن الحب بين أي شخصين أشبه بطاقة كامنة موجودة من قبل، ولكن تم تأجيل المشاعر إلى حين وصول اللحظة المادية التي تجمع الروحين بلقاء حاسم؛ فتتلاقى الأرواح ويتناغم الفكر ويتجانس النبض ولذة النظر، ومن هنا يمكن القول إن علاقات الحب الناجحة المستمرة سببها تآلف الأرواح.

"وقد يعيش زوجان مع بعضهما مدى الحياة، ولكن دون أن تكون أرواحهما منسجمة ولا متآلفة، إذ بدونها ستكون النتيجة مودة فقط ولا يمكن أن ينطبق عليها اسم "الحب"" بحسب المسلماني.

ولهذا السبب، دائما ما نجد في حياتنا أشخاصا يمثلون مكانة مرموقة لا يمكن التخلي عنها، رغم عدم مخالطتهم إلا فترة وجيزة، وعليه لا يكون هذا التعلق ذنبا؛ لأن تجاذب الأرواح كان لا إراديا.

وما تعتقده الباحثة أن عشق الروح يبقى أرقى وأنقى أنواع الحب، وقد لا يعترف بذلك عشاق الجسد وأصحاب المتعة العابرة من خلال العلاقات التي يدعونها حبا، إذ سرعان ما ينطفئ الحب فيها ويسودها العتمة.

إن الروح عندما تعشق شخصا غائبا أو حاضرا؛ فإنها لا تعاتبه على الهجر ولا تفرض عليه أمرا ولا تقيده بقيود الحب المألوفة التي يعاني العاشقون منها في قصص الحب المألوفة.

ويكتفي عاشق الروح، كما تنتهي المسلماني بأن يكون عاشقا فقط دون مطالب أو شهوات أو رغبات، لأن حبه حب نقي خالص من كل الشوائب.

 

google-banner
foochia-logo