ازداد حال الطرب سوءًا واختفت الكلمة المعبرة واللحن الجيد، وأوكلت مهمة العجين لغير خبازها، وما زاد الأمر سوءًا ظاهرة الاحتكار التي من خلالها تسيطر شركات الانتاج على الفنانين والمطريبين، لمنح السلطة وبكل بساطة في أن تملي على الفنان ما يجب فعله، وتختار له أعماله، وتحدد مواعيد طرحها أيضًا، فهي تحوله إلى مؤدٍ فقط، من خلال عقود احتكار طويلة الأمد.
طالت هذه الأزمة الكثير من الفنانين الذي وقعوا في شراك هذا الفخ، ما نتج عنه خلافات كبيرة وصلت إلى أروقة القضاء والمحاكم، ومن أبرز هؤلاء النجوم: الفنان وديع الصافي، حيث تكبد خسائر تقدر بملايين الدولارات، جراء فسخ عقد التفرّد مع شركة روتانا السعودية، التي صرح أنها لا تقدّر الفن الراقي، ولا تكرّم رواد الأغنية العربية، وبدى ساخطًا وغير راضٍ على الشراكة التي جمعته مع روتانا لسنوات طويلة.
عمرو دياب، عانى كثيرًا من بنود عقد الاحتكار بعدما أقدمت شركة روتانا بحظر قناته على اليوتيوب، التي يتابعها الملايين حول العالم، لتضمنها بعض الأغنيات من انتاجها، الأمر الذي دفعه لتأسيس شركة "ناي" للإنتاج، ليضمن عدم احتكار صوته لصالح أي شركة في المستقبل.
شيرين عبدالوهاب، بعد سلسلة من الداعوى القضائية تحررت المطربة المصرية من قبضة المنتج نصر محروس الحديدية، بعدما تقاضى مبلغ ٤٥٠ ألف دولار ثمنًا لإطلاق سراح صوتها.
سامو زين، لجأ زين إلى القضاء مرتين بسبب عقود الاحتكار التي سبق ووقع عليها، الأولى كانت ضد المنتج طارق عبدالله، والأخرى ضد المنتج ياسر حسانين، الأمر الذي دفعه إلى تأسيس شركة انتاج خاصة به، بعد أن امتنع هذان المنتجان من تصوير كليباته وعدم حصوله على مستحقه المالي إلى أن أنصفه القضاء، وألزم خصومه بدفع كافة حقوقه.
بهاء سلطان، ما يزال السلطان في نزاع مرير مع شركة عالم الفن للمنتج نصر محروس، الذي يتعاون معه بشكل احتكاري، حتى وصلت الأزمة ذروتها على طاولة الحكم القضائي، دون التوصل لحلٍ يضمن تسريح أي منهما للآخر، ويذكر أن بهاء لا يستطيع الغناء منذ حوالي خمس سنوات وحتى الآن.
هذه السياسة المتبعة من قبل بعض شركات الإنتاج لا تلقي بظلال سلبيتها على الفنان وحسب، فالشارع الفني بأكمله يكون في محل تضرر جراء هذا السياسة، ويرى البعض أن رغبة بعض الفنانين في النجومية في سنّ مبكرة دون اكتساب أي خبرة قانونية هو ما يقود بزمام حناجرهم الذهبة صوب الاحتكار، ومن ثم الاندثار