كثيرة هي المواقف الخاطئة التي تحصل بين الأزواج؛ الأمر الذي يتطلب من أحدهما الاعتراف بخطئه بصورة أو بأخرى، ومن ثم يقدم اعتذاره دون خجل أو مهانة لتسير الأمور على ما يرام.
اللافت والمعروف عند الجميع هو ندرة تفكير الرجل بالاعتذار لزوجته إن أخطأ بحقها، ويعتبرها، بحسب المجتمع الذكوري الذي يعيش فيه، انتقاصا لكرامته ورجولته إن فعلها حتى لو كان هو المذنب فعلا، والأدهى أن ينتظر مبادرتها في الاعتذار والمصالحة، لشعوره بعُقدة هو وهي.
مقابل ذلك، قد يفرض عليها إطاعة أوامره، دون التفكير بتقديم أي مبادرة أو تنازل واعتذار، وإن كان على علم مسبق، أن فترة الخصام بينهما ربما تطول وتتطور وتزيد من الشرخ في علاقتهما إن استمر في عناده.
عقدة هو وهي
فيما يقول البعض إن الرجال أقوى من النساء في الاعتذار، ربما لتمتعهم بصفة الذكورية، وإنهم من يتولون زمام المبادرة وقيادة القافلة، إلا أن الحقيقة تشير إلى عكس ذلك، أي أن النساء هن من يعتذرن أكثر من الرجال، وهذا ما أظهرته العديد من الدراسات.
إذ تبين الدراسة التي قامت بها رووس إم من جامعة واترلو وعنوانها: "لماذا تعتذر النساء أكثر من الرجال: الفروق بين الجنسين في إدراك السلوك الهجومي" أن الرجال والنساء لديهم أفكار مختلفة جدا حول نوع السلوك الذي يشكل في الواقع إشكالية أو موقفا يستحق الاعتذار، كما تعتقد النساء بأن الرجال إذا فعلوا شيئا خاطئا فإنهم على الأرجح لن يقدموا الاعتذار كما يفعلن هنّ.
ولم تغفل الدراسة للتنويه عن الطبيعة والاختلاف التام ما بين شخصية الرجل وشخصية المرأة، وهو ما يتطلب تفهم طبيعة الطرف الآخر ومعرفة من يتميز بالعناد مثلا، ومن عليه المبادرة في الاعتذار دائما إذا أخطأ، ومن لا يبادر أبدا.
فيما ترى دراسة في العلوم النفسية أن اعتذار المرأة للرجل نابع من سلوكياتها التي لا تحب أن تظهرها شخصية هجومية أو انتقامية، عدا عن تمتعها بقوة الشخصية والأخلاق، وقدرتها على مواجهة الآخرين وحوارهم، ولكونها لا تسعى إلى جلب المزيد من المشاكل، ولا السعي لقضاء الوقت في حوار يكاد يكون غير ناجح ولا فائدة منه، لذلك تبقى دوما محط تقدير الأسرة والعمل والزملاء.
أما أخصائيون نفسيون فيرون أن الزوجة هي من تعتاد المبادرة بالاعتذار أكثر من زوجها رغم عدم افتعالها للمشكلة التي وقعت بينهما، ولكنها تفعل ذلك لعدة أسباب، منها تميزها بالعاطفة وإتاحة المجال للتعاطي والحوار وتقبُّل الآراء، ولمعرفتها المطلقة بأن زوجها "عنيد"، وبالتالي لن يبادر بمصالحتها، فيضطرها للتنازل ومصالحته لتعود الحياة الزوجية كما كانت بدلا من اتجاهها نحو التدهور والجمود.