إذا كان ضعف ثقة المرأة بنفسها يخلق لها مشاكل كثيرة معروفة، فإن ثقتها المفرطة بنفسها قد تضعها في مطّبات أصعب، وتُرتّب عليها عواقب أعلى كلفة. هذه خلاصة الدراسة النفسية، التي أعدتّها الباحثة في صنع القرار بجامعة ليستر، إيفا كروكو.
نرجسية ذات الكفاءة المحدودة
تعتقد الباحثة أن منشأ الثقة الزائدة بالنفس يرتبط بشكل كبير بالنرجسية أو حب الأنا، ولذلك يلاحظ أن ذوي القدرات الأقل هم من يُظهرون أعلى المستويات من الاعتداد المفرط بالنفس، ويًعزى هذا لافتقارهم للكفاءات الأساسية اللازمة لمقارنتهم بالآخرين. ويصبح الأمر أشد خطورة عندما يتعلق بالقضايا المصيرية حيث القرارات الخاطئة تكون كلفتها باهظة.
ما يحصل مع الرياضيين ومسابقات المواهب؟
وتضيف الدراسة أنَّ المغالاة في تقدير النفس تتصل بحالة الخلل وعدم التوافق بين المهارات الموضوعية والتصورات الذاتية لتلك المهارات، أو بتعبيرٍ آخر "الفجوة بين تقدير الشخص لمهاراته وبين واقعه الحقيقي". مثال حي على ذلك، مبالغة الرياضيين في تقدير قدراتهم وبالتالي مجازفتهم بتجاوز الحدود المعقولة.
مثال آخر هو مشاركة الفتاة في برامج المواهب المهنية بينما هي تفتقر لأية مهارة ذات صلة، والأمر نفسه ينطبق على السياسيين بمن فيهم النساء اللاتي يتقدمن لترشيح أنفسهن لمسؤوليات وتكاليف وجهود تفوق إمكانياتهن.
ولا تلغي الدراسة احتمال أن يتخذ بعض المتنطحين للمهمات الصعبة، مواقف إيجابية تجاه معالجة بعض المواقف الصعبة وينجحون في التعامل معها وبالتالي يعزز هذا النجاح من ثقتهم بأنفسهم.
اعرفي أصل المشكلة
وتخلص الباحثة إلى أنَّ أفضل وقاية من الوقوع في خطأ الثقة المفرطة بالنفس هي أن تعرف المرأة أصل المشكلة لديها هل هي نرجسية وغرور وحب الذات الزائد؟ أم أنها تمنيات وطموحات وعجز عن تحديد حجم المشكلة؟؛ إذ إنَّ معرفة أساس المشكلة يعيد وضع الأمور في نصابها ويعفي الشخص من دفع كلفة نفسية أو مالية أو اجتماعية لا مبرر لها.