سمعنا كثيرًا عن فوائد إرضاع الطفل طبيعيًا، وعن أثارها الكبيرة على صحة الطفل على الرغم من أنها تعد أمرًا متعبًا للأم وغالبًا ما يستهلك طاقتها، وآخر تلك الفوائد هي قدرة الرضاعة الطبيعية على تقليل خطر إصابة الرضيع بالأكزيما في وقتٍ لاحقٍ من حياته.
ما هي الأكزيما؟
تُعرف الأكزيما بأنها التهاب حساسية الجلد، وهي حالةٌ مزمنة تصيب الجلد وتجعله جافاً مع وجود طفحٍ جلدي ورغبةٍ دائمة بحك المكان المصاب، وفي حال حك الجلد، فإنَّ ذلك يزيد من الالتهاب وتظهر عليه فقاعات، وغالباً ما تصيب الأطفال قبل سن الخامسة، وفي معظم الأحيان تستمر حتى مرحلة المراهقة والبلوغ.
الرضاعة الطبيعية تُقلل خطر إصابة الرضيع بالأكزيما
في دراسةٍ أجراها باحثون من مستشفى الأطفال القومي، على 1,520 طفل يبلغون من العمر 6 سنوات، قيَّموا فيها صحة الأطفال ونموهم وعاداتهم الغذائية، فوجدوا أنَّ300 طفل شُخِّصوا بالإكزيما في مرحلة ما من حياتهم، واكتشفوا أنَّ احتمالية إصابة الأطفال بالأكزيما تزيد في الأطفال الذين لديهم تاريخ لحساسية الطعام في العائلة.
كما وجد الباحثون أنَّ الأطفال الذين اقتصرت تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية خلال اﻷشهر الثلاثة الأولى من عمرهم أو فترة أطول، كانت احتمالية استمرار الأكزيما معهم حتى سن السادسة أقل، مقارنةً بالأطفال الذين حظوا برضاعة طبيعية لأقل من ثلاثة أشهر، أو لم يرضعوا طبيعياً.
وقالت كاثرين م. بالاس، الباحثة الأساسية في الدراسة: "على الرغم من أنَّ الاقتصار على الرضاعة الطبيعية لا يمنع إصابة الأطفال بالأكزيما في بعض الأحيان، إلا أنه يحميهم من التعرض لتجدد النوبات بعد فترات طويلة".
وينصح الخبراء أن تكون الرضاعة الطبيعية مصدر الغذاء الوحيد للطفل الرضيع حتى بلوغه شهره السادس على الأقل لما لها فوائد، مثل قدرة حليب الأم على منع اضطراب المعدة والإسهال والإمساك مقارنة بالحليب الصناعي، إذ إنَّ الأول يكون هضمه أسهل على الرضيع.
وتُقلل الرضاعة الطبيعية من مخاطر إصابة الطفل بالعدوى مثل عدوى الجهاز البولي، والنزلات المعوية، والتهاب الأذن، وعدوى الجهاز التنفسي، كما يمكنها أن تقلل من احتمالية إصابة الطفل بالسمنة المفرطة لاحقاً في حياته.
ولا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط؛ بل تمتد لتشمل الأمهات أيضاً، إذ تقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وتساعد على فقدان الوزن الزائد الذي تكتسبه الأم في الحمل، إذ إنَّ إنتاج الحليب يستهلك نحو 300 إلى 500 سعرٍ حراري، وعلى عكس المتوقع ربما تُقلل خطر الإصابة بهشاشة العظام، لأن الجسم يمتصُّ الكالسيوم بكفاءة أكبر.