تتواصل الأصداء وردود الفعل الصادمة من قبل فلسطينيين والجمهور العربي بعد الكشف عن جريمة تكاد لا تُصدّق تتمثل بقيام أب بدفن ابنته الشابة وهي حيّة بجانب المنزل في قطاع غزة، ثم زعم أنها سافرت إلى الأردن برفقة والدتها المريضة.
ورغم أن الواقعة المأساوية تبين أنها حدثت في شهر سبتمبر الماضي، غير أنه تم التكتم عليها، وكُشف عن تفاصيلها في اليومين الماضيين من قبل الصفحات المناهضة للعنف ضد النساء، ثم تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل وسط حالة من الصدمة ومطالبات بتغيير النهج كاملاً فيما يتعلق بتعليمات وقوانين لحماية المرأة من العنف سواء في فلسطين أو الدول العربية الأخرى.
وبحسب تفاصيل الجريمة؛ فإن الأب قام بحفر حفرة بعمق متر ونصف المتر في ساحة المنزل ثم وضع ابنته وتدعى إيمان فيها وهي حيّة وغطّاها بالتراب، حيث تبين للمقرّبين أن الضحية اختفت بشكل مفاجئ عن البيت، لكن العائلة أشارت إلى أن إيمان رافقت والدتها المريضة للعلاج في الأردن.
وبدأت خيوط الجريمة بالظهور من خلال شكوك شقيقة الضحية الصغرى برواية العائلة بشأن طول فترة غياب إيمان، حيث أخبرت الشقيقة الصغرى المرشدة النفسية في مدرستها بمعاناتها بسبب عدم تصديقها هذه القصة، المرشدة بدورها أبلغت شبكة حماية الطفولة في غزة، التي رفعت الأمر للشرطة.
وبعد التحقيق والتحريات، تأكّدت الشرطة من كذب رواية العائلة، وتوصلت إلى أن الفتاة لم تغادر قطاع غزة، ولم يسجل دخولها إلى أية مصحة علاجية داخلها أيضًا.
وخلال التحقيق مع الأب البالغ من العمر 52 عامًا والضغط عليه، اعترف بدفن ابنته حية في الساعة الثالثة والنصف فجر يوم تغيبها؛ ما دفع السلطات الأمنية في غزة إلى استخراج الجثة وتحويلها إلى الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، فيما لم يتم تحديد سبب ارتكاب الأب هذه الجريمة.
وتأتي هذه القضية المأساوية بعد أشهر قليلة أيضًا من مقتل الشابة إسراء غريب، التي انتشرت قضيتها في كل الوطن العربي، وأثارت تعاطفًا واسعًا، بعدما قام أشقاؤها بتعذيبها وقتلها، في الوقت الذي زعم فيه المجرمون أن شقيقتهم كانت تعاني من "لبس الجن"، حيث تم إلقاء القبض عليهم، وهم الآن خلف قضبان السجن.
وشهد عام 2019 العديد من الجرائم المروعة في الوطن العربي بحق الفتيات والنساء بشكل عام، والأمر الذي كان أكثر صدمة هو آلية ارتكاب الجرائم، التي كانت أشدّ قسوة من الجريمة نفسها.