ربما دون درايةٍ منّا بأيّة جوانب أو تعقيدات علمية نميلُ لنُصحِ من نحب حين تواجههم مشكلة بأن يتغاضوا عنها وألا يشغلوا بالهم بها خصوصًا عند قدوم الليل حتى يتمكّنوا من النوم دون أرق أو إغراق في التفكير وبعيدًا عن أية توترات أو ضغوط، وقد ثبت أنَّ تلك الطريقة، وهي الاستغراق في النوم يمكن أن تكون مفيدةً، فحتى إن لم تكن المشكلة قد حُلّت عند استيقاظك، فإنَّ مجرد نومك سيساعد على تخطّي أزمتها والشعور بالضيق.
وتأكيدًا على هذا المعنى، سبق للكاتب والأديب الأمريكي جون ستاينبيك، أن كتب "المشكلة المستعصية في المساء تُحَل في الصباح بعدما يقوم النوم بدوره".
وهو الرأي نفسه الذي اتفق عليه العلماء أيضًا، فيقال إنَّ عالم الكيمياء الروسي الشهير ديميتري مندليف، قد توصل لطريقة يترتب بها الجدول الدوري بعد غفوة أخذها على مكتبه، كما يُقال إن هناك روايات تؤكّد أن مخترع المصباح الكهربي توماس أديسون، كان يغفو في منتصف النهار ثم كان يدوِّن ما يجول بباله بعد استيقاظه من النوم.
وها هم معظم الباحثين يتّفقون الآن على أنَّ النوم يُضيف بطريقة ما إلى العملية الإبداعية، موضّحين أنَّ الإنسان حين يكون تحت ضغط ومطالب بإنجاز شيء في وقت محدد، فإنه يقاوم النوم في الغالب، ويظل مستيقظًا حتى وقت متأخر من الليل، ويبقى مشغول الفكر بدلاً من ذلك. غير أن دراسة جديدة أظهرت أن ذلك ربما هو التصرف الخاطئ، وأنه من الأفضل اتباع ما كان يفعله ستاينبيك، مندليف واديسون، وهو الخلود إلى النوم وإراحة الدماغ لبعض الوقت بغية الوصول لنفس نتائجهم.
وهو ما اكتشفه باحثون متخصّصون في علم النفس من جامعة نورث وسترن الأمريكية، بعدما أجروا دراسة شملت 57 شخصًا، وانطوت على اختبار قدرتهم على مطابقة أصوات يسمعونها بمجموعة من الألغاز وفق آلية معينة تبعًا لنظام النوم الخاص بهم، وتبيّن لهم أن من تفوّقوا في الدراسة هم من كانوا يحلون الألغاز بعد نومهم.
وكانت الخلاصة التي توصّل إليها الباحثون أنَّ النتائج أظهرت لهم أن المشكلات التي يعود إليها الدماغ خلال ساعات النوم تكون في حقيقة الأمر مشكلات من السهل حلها في الصباح.