لا يمكن لأحدٍ إنكار دور الزوجة الناجحة في تحقيق الاستقرار الأسري، وزيادة حجم السعادة لحياتها الزوجية، ولا يحدث ذلك إلا لتمتّعها بفنون كثيرة يمكن أن توظفها في إضفاء طابع السرور على الأجواء الزوجية والأسرية.
فالسعادة بالأصل، حسبما يراها أخصائيون نفسيون، هي حالة ذهنية لا ترتبط بالمال ولا المنصب ولا الشهرة، وما هي سوى "قرار" عليها اختياره ونيله بأقل جهد وأبسط تكلفة.
ومن هنا، فإنَّ بعض الدراسات أثبتت من خلال تطبيقها على بعض الزوجات بتفوّق الزوجة بميزاتها على الزوج، بما يمكّنها ويمنحها وسام القدرة العالية في صناعة السعادة الزوجية وبقوة.
ثمة الكثير من "النظريات" التي تتناقلها الأجيال المختلفة من النساء حول أفضل طريقة لإسعاد الرجل، فبينما تؤمن بعض النساء بأن "الطريق إلى قلب الرجل هو معدته"، يُروج البعض لفكرة أن المرأة الذكية ذات المستوى الفكري العالي هي الأكثر قدرة على إسعاد الرجل، أو ربما المرأة صاحبة المال والجاه هي التي يُمكن أن تكون سببًا في إسعاد زوجها.
وقد رصدت دراسة أمريكية حديثة أنَّ المرأة لا تحتاج إلى كل هذه النظريات؛ إذ إنَّ ما يسعد الرجل بالفعل هو أمر سهل للغاية يتمثل في كون شريكة حياته سعيدة. فيما رصد باحثون بيانات متعلقة بشعور كل شريك بتقدير الشريك الآخر له ومعدل الخلافات واحترام مشاعر الآخر، وهو ما يحقق للطرفيْن السعادة المرجوّه، وفقًا لتقرير نشرته مجلة "Journal of Marriage and Family ".
وبالعودة إلى الدراسة الأمريكية، فقد خلصت إلى نتائج عدة تمثلت في أن شعور أحد طرفي العلاقة الزوجية بالسعادة ينعكس بشكل تلقائي على الشريك الآخر، لا سيما الرجل. ووفقاً للدراسة ذاتها، فإن أزواج النساء اللاتي قلنَ إنهنّ سعيدات بحياتهنّ الزوجية كانوا أيضًا سعداء بحياتهم الزوجية والعملية. لكن العكس غير صحيح، بمعنى أن الرجال الذين وصفوا حياتهم الزوجية بالسعيدة لم تكن زوجاتهم دائمًا سعيدات. وأرجع القائمون على الدراسة هذه النتيجة إلى أن النساء أكثر تحملاً للأعباء في العلاقات الزوجية، خاصة إذا مرض الزوج بعد تقدّمه في السنّ، أو إذا تعرض لضائقة مادية، حيث غالبًا ما يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على شعور الزوجة بالسعادة.
وبهذا الصدد، تقول الباحثة (ديبورا كار) من جامعة روتغرز: "نعرف أن النساء هنّ غالبًا من يعتنينَ بالزوج عندما يمرض وهو أمر مجهد بالطبع، لكن عندما تمرض المرأة، فإن ابنتها هي من تهتم بها وليس زوجها".
وقد انتهت الدراسة إلى أن اهتمام المرأة بإرضاء نفسها لن يسعدها وحدها، بل ستعود سعادتها على زوجها جراء دورها في صناعة السعادة له أو للعائلة أجمع.
ومن هنا، يتمثل نجاح الزوجة في إسعاد زوجها وبيتها حينما تتجاوز كل التحديات والصعاب، وكل السلوكيات التي تُنغص الحياة الزوجية، وتخرج من أية نزاعات أو اختلافات مع الزوج بتوافقات سمتها السعادة والفرح.
فالزوجة التي لديها مهارات معينة في تصميم العلاقات الزوجية لديها قدرة على بناء نظام هندسي زواجي أساسه السعادة والهناء.