مع تغيّر العالم الرقمي وثورة الاتصالات، مبررات كثيرة يحاول الزوج من خلالها إقناع زوجته بسبب انشغال هاتفه لوقت طويل.
إلى جانب ذلك، يتطلب عمل الزوج أحيانًا قضاء وقت طويل في العمل، وبالتالي انشغال هاتفه مدة طويلة لإتمام عمله وإجراء معاملاته وتوجيهاته، أو حل مشكلة معقدة تستدعي إشغال هاتفه لوقت طويل.
هذا الانشغال المبالغ به، مدعاة لإحداث ردة فعل غير عادية من طرف زوجته التي تنتظر رجوعه إليها، بعدما تبيّن له أنها المتصلة به من ناحية، وبعد إجراء عدة محاولات للاتصال به، ولكنّ الخط "مشغول" من ناحية ثانية.
حسب ظروف عمله
وما يزعج أحيانًا في تلك المسألة، هو أن يكون اتصالها لسبب ضروري يُلزمها تكرار المحاولة، إلى أن يجيبها، يقول المتخصص في الدراسات الاجتماعية فارس العمارات.
وبالتالي، إن لم يقطع اتصاله ويتصل بها بسرعة، فإن خطه المشغول وهو بعيد عن أنظارها، قد يوقعه في فخّ الشك، بحسب العمارات، أو ربما يدفعها للتفكير بسلبية نحو زوجها، خاصة إن كانت طبيعة عمله لا تستدعي انشغال هاتفه بالصورة التي كان عليها.
أما في حال العكس، فما عليها إلا تفهّم ظروفه وتقدير انشغال هاتفه، خصوصًا وأن وقت العمل من حقه الانشغال به إن كانت لديه مسؤوليات كبيرة.
مسألة لا تحتمل كل هذا الغضب
مثل تلك المسألة، يفترض العمارات أن لا تكون مدعاة للشك وخلق نزاع بين الزوجيْن، لا سيما إن كانت مبرراته مقنعة، وإطلاعها على تفاصيل مكالماته المطوّلة ليست سوى مع أقاربه، أو مع موظفين أو عملاء، وبهذا دعوة لتقبُّل انشغاله أثناء العمل.
كيف تشفي غليلها؟
من حقها الاستفسار عن خط زوجها المشغول لمدة طويلة دون انقطاع، كما يرى العمارات. بالمقابل، تجد له العذر إذا تأخر في الرجوع إليها، أو عندما تكرر الاتصال به ولكنه يستمر دون الاضطرار لقطعه.
وإن كان تكرار اتصالها بحجة طلب بعض الحاجات الضرورية للمنزل كما تدّعي أحيانًا، يمكنها إرسال رسالة نصية تشرح فيها ما تريد، إلى أن ينتهي من اتصاله فيعود لها، وبذلك تتوقف عن إزعاجه وإحداث حالة من القلق له إن كان يُجري اتصالاً مهمًا للعمل.
أما اتصالها المتكرر فقط لمعرفة مع من يتكلم ومن باب الفضول لا أكثر، فإنها بذلك تخلق حالة من النزاع معه، كان بالإمكان تلافيها والتأكد بطريقة غير مباشرة من المتصل على الخط الآخر.
ولهذا طالبها العمارات، بتجنب عتابه وزرع الشك في بالها، خاصة إنْ كان لا يمنعها من تصفح هاتفه بكل ما يحتويه، وهو ما يجزم لها بأن انشغال خطه يخص العمل ولا شيء آخر كما هي تظنّ.
أما إذا كانت عصبية ولا تُقنعها مبرراته ولا طبيعة وظيفته، فتذهب إلى النقاش الحاد والرد عليه بشكل غير لائق، والمساس بصدقه أو عدم وضوحه، فإنها تخلق جوًا من التوتر قد يمتد إلى اليوم بأكمله، أو أكثر.