جسّدت الفنانة كارول سماحة من خلال فيلم الصدفة دور سيدة مظلومة تتعرّض لمشكلات طبقية إلى أن تحدث لها مفاجأة وتُغيّر حياتها كليًا. وعلى الرغم من أن تجربتها تُعتبر البكر في عالم السينما إلا أنها ليست التجربة الوحيدة في عالم التمثيل فهي وعلى حدّ تعبيرها ممثلة قبل أن تغني، وقد أحبها الجمهور من خلال الشاشة الصغير بدور الشحرورة.
وتبرزُ أهمية هذا العمل السينمائي من خلال تسليطه الضوء على مجموعة قضايا اجتماعية أهمها مرض التوحُّد والانفعالات الحاصلة في عوالم والتي تعتبر مبهمةً لبعض الناس، حيث استطاعت الممثلة باميلا الكيك أن تؤديها بإتقان منقطع النظير وواقعية مذهلة.
الجديرُ بالذكر أنّ الصدفة لم تلعب دورًا في ولادة العمل السينمائي اللبناني «بالصدفة»، بل جاء نتيجة مجهود كبير لكاتبة العمل كلوديا مرشيليان التي أضاءت من خلال قلمها على الزوايا المعتمة في حياة المجتمع اللبناني كالسرقة والحرمان والعنف الأسري، والتي تُشبه في حقيقة الأمر حال غيره من المجتمعات العربية، وإلى ومخرج العمل باسل كريستو، ولتعاون أبطال العمل وتميز أدائهم حيث لعبت دور البطولة فيه الفنانة الاستثنائية الشاملة كارول سماحة مع الممثلين بديع أبو شقرا وباميلا الكك.
ما حصل بالصدفة هو تزامن عرض الفيلم في دبي مع الأحدث السياسية في لبنان والتي صرفت أسئلة الحضور الإعلامي عن طبيعة الفيلم وتصاعد أحداثه إلى رصد آراء أبطال العمل حول ما يحدث، وعلى اعتبار أن "فوشيا" حضر إطلاق العمل في بيروت ورصد تفاصيله اكتفى هذه المرة بتسليط الضوء على جوانب مختلفة.
كارول سماحة صرّحت عن الآمال والمخاوف التي انتابتها حين عرض العمل عليها للمرة الأولى إلا أن مخاوفها تلاشت مع العرض الأول وتحوّلت لتحدٍّ من نوع مختلف، وهي وإن كانت تُفضّل عدم الخوض في غمار الحديث في السياسة إلا أنها تراجعت أمام رغبات الكاميرات والميكرفونات وصرّحت بما تحسّه تجاه ما يجري على أرض وطنها.