في الوقت الذي يتفق فيه الجميع على أهمية الابتكار في طقوس المناسبات الاجتماعية وأولها الأعراس، تتفاوت الآراء بين من يعدّونها بذخًا يفوق الحد، وآخرون يرونَ فيها استعراضًا لغناهم، ما دام القصد منها إسعاد العروسين وأهليْهما.
وقد لا يخطر على بال أحد، أن تكون بعض مراسم الزفاف أو مكان الحفل أو تزيين سيارة العروسيْن أو مثلاً نفاد كمية الطعام من البوفيه المفتوح كما حدث في إحدى صالات الأعراس في منطقة بكولومبيا البريطانية، في كندا، مدعاة لقلب الحفل رأسًا على عقب، وقلب "الجوازة" إلى "جنازة"؟
وما يلفت الجميع، هو ذلك الارتفاع الجنوني بأرقام الطلاق، لسبب مقنع أو لا يرقى إلى القبول، ليصبح من هم في صفوف المطلقين كثُرًا، بالرغم من التطورات والتحويلات التي أخذت تؤثر على سلوكيات الحياة بشكل إيجابي، وجعلتها أسهل من حيث السرعة، وعدم التعقيد.
شكليات مدمّرة
هي شكليات، سرعان ما دمّرت العديد من العلاقات، وأذابت المشاعر وحكمت عليها بخاتمة حزينة، بحسب المتخصص في الدراسات الاجتماعية فارس العمارات الذي يقول: "من غير المتوقع أن يكون الطلاق بسبب الخلاف على اختيار مكان الزفاف وشكله وفستان العروس ونوعية الورد، أو من يتقدم سيارة العروسين، أو أية تفاصيل أخرى".
فمن غير المنطقي بعد مدة من التحضيرات لليلة العمر، أن تكون بعض الشكليات دافعًا لاختلاق مشاكل تُفضي إلى مأساة أو طلاق، إن لم يستطع كل طرف أن يكون أكثر واقعية وقبولاً بعيدًا عن أية مؤثرات وضغوطات خارجية من شأنها تخريب وتعطيل الفرحة التي يخطط لها العروسان منذ إعلان ارتباطهما.
تراجيديا صادمة
ما يحدث قُبيل الزفاف بساعات، وأحيانًا على منصة الزفاف نفسها، هي بحسب العمارات، ناجم عن احتقانات وتراكمات عند أهل العروسين. إلا أن "التراجيديا" والصدمة التي تصيب الجميع بذهول، هو أن تُترجم تلك الاحتقانات إلى مشاجرات واشتباكات، تقلب الفرح إلى حلبة مصارعة بين عائلتين لأسباب كان يمكن تفادي وقوعها لو لجأوا إلى الحكمة والتروي قبل حدوث ما لا يُحمد عقباه.
وما يدعو للتنبّه، يرى العمارات، اعتبار تلك الشكليات عناصر مفصلية ولازمة في قاموس الزواج، بحيث لا تتم مراسم الزفاف دون المغالاة فيها، رغم أن وقت الاستمتاع فيها قصير ولا يزيد على الساعتين، وبعدها يذهب الجميع في طريقه، وتتلاشى كل الرتوش التي كانت محط خلاف بين أهل العروسين.
ونتيجة لهذا، يبقى العنصر الأهم، في كيفية الإبقاء على الرابط المتين ما بين العروسين والذي بدوره، يثبت العلاقة ويُبقي على شعلتها مُتّقدة لا تنطفئ.
والأجدى، باعتقاد الباحث العمارات، المرور عن كل ما يُنغص حفل الزفاف، ومسح كل ما يمكنه تعكير صفو اللحظة التي تعب العروسان من أجلها، والتمسك بالأدوات التي تمدّ علاقتهما بالاحترام والمودة، وبالشكل الذي يجب أن تكون عليه.