بعد الغزو التكنولوجي الكبير تحول هوس بعض الأشخاص بالتسوق عبر الإنترنت لإدمان شديد؛ فالأمر أصبح في متناول الأيدي على مدار الـ 24 ساعة دون توقف.
وجاءت دراسة جديدة ترى أن هذا الأمر يعدّ مرضًا عقليًا بسبب إكراه الشخص لنفسه على إنفاق الأموال دون حاجة أو تمييز، ولكنه يفعل ذلك كروتين يومي يصيبه بالسعادة لفترة زمنية محدودة ثم بعدها تبدأ أعراض الندم والضيق.
ونشرت صحيفة "ديلي ستار" دراسة الدكتور مولر، وهو طبيب نفسي في كلية هانوفر الطبية في ألمانيا، الذي يؤكد أن إدمان التسوق عبر الإنترنت هو نوع من أنواع الاضطرابات العقلية ويسمى باضطراب التسوق والشراء BSD والذي انتشر بشكل كبير بين الناس في الآونة الأخيرة مع ازدياد منصات البيع والشراء الإلكتروني وسهولة الأمر.
جمع فريق الباحثين مجموعة بيانات لـ122 شخصًا لجأوا إلى المساعدة النفسية بسبب شعورهم أنهم مجبرون على شراء السلع وأنهم قد أدمنوا التسوق عبر الإنترنت، وهذا الاضطراب يظهر في شكل انفعال شديد وشغف بالشراء أو التسوق بشكل غير طبيعي لا يستطيع الفرد مواجهته أو كبح هذه الرغبة.
وأكدت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين تم جمع بياناتهم، لديهم معدلات مرتفعة من الاكتئاب والقلق عن الأشخاص العاديين، وأن واحدًا من كل 20 شخصًا حول العالم يعانون من مرض إدمان التسوق عبر الإنترنت، وهذه النسبة ليست بقليلة وأنها تدق ناقوس الخطر، لذلك يجب الآن إدارج إدمان تسوق الإنترنت من ضمن الأمراض العقلية التي يجب أن تتوافر البيانات الكاملة عنها وطرح الطرق الطبية والنفسية لعلاجها.
وأضاف دكتور مولر أنه يأمل أن تتوصل نتائج هذه الدراسة لتحديد خصائص وأعراض هذا المرض ووضع مفاهيم واستراتيجيات محددة للعلاج؛ لأن عواقب هذا الإدمان هي تراكم للديون وفقد السيطرة على التحكم في الأمور المالية، وفي النهاية الانسحاب المجتمعي والابتعاد عن العائلة والأصدقاء ثم الوصول في النهاية لمرض الاكتئاب ونوبات القلق المستمرة بسبب عدم القدرة على التوقف، وفي الوقت نفسه عدم القدرة على تحمل التكاليف، لذلك جاء الوقت للاعتراف بإدمان التسوق عبر الإنترنت كمرض عقلي ونفسي يحتاج صاحبه للمساعدة الطبية والنفسية.