يبدو أن عبارة "الذي في قلبه على لسانه" لا تنطبق عليه إطلاقًا، ويبدو أيضًا أن كثرة الضغوط والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، تجعله أشبه بالرجل الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.
ومع هذا، يظل الرجل الغامض شخصية جاذبة تدعو للحشرية والفضول لسبر أغواره، رغم صعوبة التعامل معه، لاتسامه بالهدوء وقلة الانفعال، بل والقدرة على التحكم في نفسه عند مواجهته ظروفًا صعبة.
غامض لأسباب عديدة
الباحثة الاجتماعية آية المسلماني وهي تتحدث لـ "فوشيا" عن انعكاس الغموض على تصرفات الزوج، ومن ثم انعكاسه على شعور زوجته بالغضب والتعاسة، ركزت على أهمية تمييز الزوجة بين طباع زوجها قبل الزواج وغموضه المفاجئ بعده، للتأكد ما إذا كانت هي السبب وراء غموضه.
ففي بعض المرات يجد الزوج في الصمت سبيله لإراحة رأسه، لا سيما أن قلة الكلام والتكتم عن الدخول في تفاصيل كثيرة تكون أجدى وأنفع لكليهما.
ويفضل أن لا يكون كتابًا مفتوحًا، وذلك لاهتمامه بصورته الإيجابية أمامها، والحرص على أن لا تنخدش أبدًا، فيحاول أن لا يفصح عما بداخله إلا بعد دراسة عميقة.
وأحيانًا، يرى الزوج في غموضه وسيلة لجذب زوجته ولفت انتباهها، خصوصًا إن كانت تحاول فك شيفرة شخصيته الغامضة وبماذا يفكر، كما ترى المسلماني.
المكانة الوظيفية أو الاجتماعية تفرض على الزوج التكتم عما يدور داخله، فيغلّب الغموض والسرية على إفشاء أسراره وأية معلومات تخصّه.
من هنا، على المرأة الذكية اختيار الوقت المناسب للحديث مع زوجها، وسؤاله عن الأحداث التي يمرّ بها، والأمور التي تشغل تفكيره، لكشف أسراره وخفاياه، تقول المسلماني.
كيف يمكنها ذلك؟
للزوجة الحق في معرفة كل شيء عن زوجها خاصة فيما يتعلق بعمله وعائلته، كما ترى المسلماني. وتقول: "يصعب على الزوجة اكتشاف الأمور التي تخصّ زوجها وعائلته في وقت متأخر، وكأنها غير أهل للثقة وغير جديرة بالحب والثقة، فيقلّ احترامهم لها".
وهذا يتطلب منها اللجوء لطرق فنية في التعامل مع زوجها، بدءًا من اعتماد أسلوب الحوار والابتعاد عن أية تلميحات تستفزّه.
فيما الإلقاء على مسامعه عبارات المديح والغزل غالبًا ما تُشعره بالحب والثقة به، إلى جانب فهم احتياجاته، ورغبته بالبقاء وحيدًا فترة من الوقت، مقابل امتناعها عن تشكيل حالة من الضغط والإصرار للتكلّم عن أموره.
وما تؤيده المسلماني، أن الرجل الغامض لا يحب كثرة الكلام، إنما الاختصار فيه، وهذا ما يتطلب منها منحه مساحة وحرية للتكلم متى شاء، مقابل منحه الآذان الصاغية لسماعه في أي وقت يريد، حينها سيُفصح عما بداخله من تلقاء نفسه.
ولم تغفل الباحثة عن تحذير الزوجة بنتائج علم الزوج إفشاء أسراره أمام أسرتها وأصدقائها، وهذا ربما هو السبب الذي جعله غامضًا.
وكي لا تفقده يومًا ما، ويصبح بين يديْها كتابًا مفتوحًا، فلتغمره بحبها واهتمامها والتعهد بحفظ أسراره، عندها ستحصل على ما تريد، كما ترى المسلماني.