فارقت فتاة بريطانية عشرينية الحياة وسط ذهول عائلتها، بعدما عادت من حفل موسيقي، ولجأت إلى فراشها غير أنها لم تستيقظ مرّة أخرى.
تفاصيل القصة بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الفتاة جيسيكا كاين البالغة من العمر 21 عامًا، رجعت إلى المنزل وشعرت بالاجهاد، وصداع في الرأس، فخلدت إلى النوم مباشرة، لكنها لم تستيقظ بعد ذلك، وفق ما تحدثت به والدتها شيلا رويل، 49 عامًا.
وأضافت رويل أن ابنتها التي تعيش في بلدة "غيتسهيد" البريطانية كانت شابة نشيطة وتتمتع بصحة جيدة، فتبين أنها تعاني من التهاب السحايا، وذلك بعد أن ظهرت عليها أعراض خفيفة فقط قبل وفاتها.
وأردفت الوالدة:"لم نكن ندرك أنها مصابة بالتهاب السحايا، اكتشفنا ذلك بعد 5 أيام من وفاتها، حين تلقينا مكالمة هاتفية من الطبيب الشرعي"، كانت في صحة جيدة، اعتقدنا في البداية أنها تعرضت لنزيف دماغي أو نوبة قلبية.. لكننا صدمنا بعدما عرفنا السبب الحقيقي".
وأكملت: "حين قالت إنها تشعر بصداع في رأسها، لم نفكر في أي أمر آخر، على اعتبار أن هذا شائع ولا يشكل أي خطر على صحة الإنسان".
وأنهت حديثها: "لم نصدق إلى حدود الساعة أنها فارقتنا.. نحن مدمّرون تمامًا".
ما هو مرض التهاب السحايا وكيف تعالجين نفسك منه؟
السحايا هو التِهاب حادّ للأغشية الواقية التي تُغطّي الدّماغ والنُّخاع الشوكيّ، والتي تعرف باسم السَّحايا. تَتَعدّد أسبابه وتشمل العَدوى الفيروسات أو البكتيريا أو غيرهما من الكائنات الدقيقة، وأقل شيوعًا عن طريق بعض الأدوية.
قد يكون التهاب السحايا مهدِّدًا للحياة بسبب قربه من الدماغ والحبل الشوكي؛ من هُنا، يُصنَّف التهاب السحايا كحالة طبية طارئة.
أما الأعراض الأكثر شيوعًا في التهاب السحايا هي الصداع وتيبُّس العنق المرتبط بالحمّى، والارتباك أو اضطراب في الوعي، والتقيُّؤ، وعدم تحمُّل الضوء (رُهاب الضوء) أو الأصوات العالية (رُهاب الصوت).
ولدى الأطفال فغالبًا ما تظهر فقط أعراض غير مُحدّدة مثل التهَيُّج والنعاس، إذا تواجد الطفح، قد يشير ذلك إلى سبب معين لالتهاب السحايا، على سبيل المثال، التهاب السحايا الناجم عن بكتيريا المكورات السحائية قد تكون مصحوبة بطفح جلدي مميز.
يمكن الوقاية من بعض أسباب التهاب السحايا، من خلال توفير الحماية على المدى الطويل من خلال التطعيم، أو على المدى القصير من خلال المضادات الحيوية، قد تكون بعض التدابير السلوكية فعالة أيضًا.
والتأخر في علاجه له عواقب وخيمة أكثر. من هنا، لا يؤجَّل العلاج بالمضادات الحيوية واسعة الطيف إلى حين إجراء التحاليل المُؤكّدة. إذا تم الاشتباه بداء المكورات السحائية خلال الرعاية الأولية، تنصح الإرشادات بإعطاء "البنزيل بنسيلين" قبل نقل الشخص إلى المستشفى.
ينبغي كذلك أن تُعطى السوائل عن طريق الوريد في حال انخفاض ضغط الدم أو وجود صدمة.
أما في الأطفال، فقد يحسّن إعطاءُ السوائل الروتينية عن طريق الوريد لمدة يومين، النتائجَ في أولئك الذين يصلون إلى المستشفى بعد فترة من المرض. ونظرًا لأن التهاب السحايا قد يسبب العديد من المضاعفات الشديدة في وقت مبكر، فمن الأفضل مراجعة طبيب لتشخيص مبكر لهذه المضاعفات وإرسال المريض إلى وحدة عناية فائقة إن لزم الأمر.