قد تقع بعض الفتيات أو السيدات في حيرة من أمرهن لعدم قدرتهن على اتخاذ قرار الزواج لتخوفهن من تلك الخطوة وما الذي سيترتب عليها من تغيرات في كامل حياتهن.
ولعل أكثر ما يؤرقهن ويسيطر على تفكيرهن في تلك المرحلة هو طول المدة التي يجب أن يتعرفن فيها على شريك المستقبل قبل الارتباط به بصورة رسمية، فهل فترة بضعة أسابيع أو أشهر أو سنة أو أكثر هي الفترة الكافية لاتخاذ قرار الزواج؟ وأسئلة أخرى ذات صلة بهذا الموضوع قد تثار من وقت لآخر دون إجابة شافية أو حاسمة.
لكن باحثين من جامعة ايموري بالولايات المتحدة استطاعوا بعد مراقبتهم 3000 زوج وزوجة أن يكشفوا عن بعض النتائج المهمة التي تأتي في مقدمتها أن مَن قضوا سويًا فترة خطوبة تراوحت من عام لعامين قبل إتمام الزواج كانوا أقل عرضة لشبح الطلاق بنسبة 20% مقارنة بمن استمرت خطبتهم أقل من عام، كما تبين أن من استمرت خطبتهم 3 أعوام أو أكثر انخفض خطر تعرضهم للطلاق بأكثر من 50%.
وتابع الباحثون بقولهم إنه من الخطأ عند اتخاذ قرار الزواج التركيز فقط على نقطة طول فترة الخطوبة، وذلك لأن هناك عوامل أخرى بالأهمية نفسها مثل عامل "الرغبة أو الميل" فإذا توافر هذا العامل فإنه قد يختصر سنوات وسنوات وإن لم يتوافر فقد لا تسير الأمور على ما يرام، وربما لا يكتب لهذا التعارف أي نجاح في الأخير.
كما تحدث باحثون متخصصون في علم النفس عن عامل آخر وهو عامل "الرضا والقناعة"، حيث تبين لهم، وفق ما ذكروه في دراسة أجروها بهذا الخصوص عام 2017، أن درجة الشعور بالرضا التي تتصورين أنك ستكونين عليها بشأن علاقتك في المستقبل، ترتبط بمستوى التزامك وبالمجهود الذي ستقومين به بشأن علاقتك اليوم.
وعلَّق على ذلك الأستاذ الجامعي وخبير العلاقات، ايلي فينكيل، بقوله: "درجة توافقِك مع الشريك الآن لا تعد ضمانًا من أي نوع على أنكِ ستتوافقين معه حتى خلال 3 أو 5 سنوات. وأرى من وجهة نظري أنه يتعين على كل زوج وزوجة أن يقررا أين تكمن أولوياتهما، إن كانت العلاقة مهمة بما يكفي، مع تقديم تضحيات ليبقى الحب".