ممارسة الرّياضة من أهمّ العادات التي تؤثّر على الصّحّة بشكل إيجابيّ، فهي إلى جانب حماية الجسم من الأمراض، تعزّز وظائف الجسم والصّحّة العقليّة وتحسّن المزاج وما إلى ذلك.
من هذا المنطلق سنتحدّث اليوم عن ممارسة الرّياضة في الطقس البارد، وهل تزيد من حرق الدّهون والسّعرات الحراريّة، بحسب ما ورد في مجلة "وومن هيلث".
يقول غلين هاني المدرّب المعتمد واختصاصيّ التمارين الفيزيولوجيّة: "من الناحية التقنيّة تساعد التمارين الرّياضية في البرد على حرق السّعرات الحراريّة بكميّة أكبر؛ ويرجع السّبب في ذلك لزيادة معدّل الأيض ما يعمل على تدفئة الجسم. لكنْ علينا إدراك أنّ التمارين المكثّفة، هي ما تحدث الفرق وليس الطقس البارد في الأساس".
وأضاف غلين: "يعتقد الكثيرون أنّ التمارين المعتمدة على هزّ الجسم بشدّة (الارتعاش)، تزيد من معدّل الأيض نتيجة لتوليد الحرارة وشدّ العضلات، لكنّني أؤكّد أنّ الرّكض لمسافة 10 كيلو متر بشكل متواصل أفضل بكثير، وأنصح بعدم حمل الأشياء الثقيلة، أو ارتداء الملابس الثقيلة بطبقات متعدّدة ويكفي القبّعة الصّوفيّة فوق رأسكِ".
أما بالنسبة للدّهون وهل تٌحرق بكميّات كبيرة في الطقس البارد، يجيب غلين بقوله: "قد يكون من الناحية العملية أمرًا مشكوكًا به، لكنْ من الناحية النظرية يؤثّر الطّقس البارد بشكل إيجابيّ على الأنسجة الدهنية (الدهون البيضاء) وهي المتراكمة حول المعدة، وتزيد من خطر ارتفاع معدلات الأيض، لكنّ السّمنة والالتهابات تحول دون تفتيتها بالشّكل الأمثل".
وتابع غيلن: "أما بالنسبة للأنسجة الدهنية البنية (الدهون البنية)، وهي المتراكمة بالقرب من الرّقبة وتوجد بكثرة عند الرّضّع، وهي لا تؤدّي لتدفئة الجسم عند ممارسة الرّياضة، فهي تنشط فقط في الطقس البارد، لكنّها لا تتفتت ولم يثبت ذلك بعد. وبالتالي لا تساعد التمارين في البرد على حرق الدّهون أو تفتيتها".
إذًا، فممارسة الرّياضة في الطّقس البارد تساعد على حرق السّعرات الحراريّة وليس الدّهون، ولا يساعدكِ الطقس المتقلب والأمطار والجليد، على ممارسة الرّياضة والتّعرّض لأشعة الشّمس وفيتامين "د" بصفة منتظمة، لذلك عليك إدراج فيتامين د" في نظامك الغذائي، وممارسة التمارين في المنزل طالما الطّقس لا يساعدكِ على ذلك، وكلّما سنحت الفرصة وكان الجو دافئا نوعًا ما، فلا مانع من ممارسة التمارين في الهواء الطّلق.
وينصح الخبراء بارتداء ملابس ثقيلة عند الخروج لممارسة الرّياضة في الأجواء الباردة، للشّعور بالدّفء والرّاحة، وليس هناك ما يمنع من التّخلّي عن القطعة الفوقيّة كالمعطف، بعد فترة مناسبة من بداية التّمارين.