فايز المالكي يقعُ في مأزق دراميّ.. هل أفلس فنيًا؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
4 نوفمبر 2019,4:55 ص

لم يعتد الفنان السّعوديّ فايز المالكي أنْ يكون على مقربة من مرمى سهام النقد، ولم يكن يتوقّع أنْ تجتمع الكثير من الآراء ضدّه، وذلك بسبب ما يقوم به من أعمال إنسانية اعتاد عليها المجتمع السّعوديّ، وسمع عنه من هو خارج السعودية. ولكنّه في الآونة الأخيرة تعرّض لغضب الشّارع العربيّ بالمجمل، حتى طالبوه بالاعتذار.

وخلال الفترة الماضية هوجم المالكي، واستغرب الكثيرون ابتعاده عن العمل الإنسانيّ والدراميّ المتّزن ليصل إلى السّخرية من بعض الجنسيات العربية، وهو ما وصفه النقّاد بـ"الإفلاس الفني"، الأمر الذي لم يوجّهه فايز طيلة حياته، حتى وإنْ كان هناك تذبذب في الشخصيات التي يقدّمها. إلا أنّ الإعلام بشكل عام كان يحاول عدم الخوض فيها مكتفيًا بأعمال الخير التي تغطي على أيّ عيب فنيّ.

ومنذ بروز المالكي فنيًا واكتساحه للسّاحة بفضل تقمّصه العديد من الشخصيات الكوميدية واختياره للأدوار التي تناسبه، خاض العديد من الشخصيات التي كانت مثار جدل، فمرّة تقمّص شخصيات الشّواذّ، ومرّة فئة ما يسمى بـ"الدرباويه"، وتقمّص أيضًا العديد من الشخصيات العربية والاجتماعية، وجميعها كانت إلى حدّ ما متوسطة الإثارة، وكانت الانتقادات متوسّطة المدى حتى وإنْ غضب البعض!

مؤخرًا ثارت ضدّه ردود أفعال لم تهدأ، ففضّل المالكي عدم الرّدّ ومحاولة امتصاص الغضب بالصّمت، حيث دخل اسمه ضمن الجدل القائم عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، حتى أصبح اسمه "ترند". واختلفت الآراء ما بين من يرى أنّه لم يسخر من أحد وأنّه أدّى الدور كما ينبغي، بينما رأى آخرون أنّه ظهر بشخصية عنصرية ضدّ أصحاب البشرة السّمراء، وظهر بملابس كالتي يرتديها الشّعب السودانيّ والإريتريّ، الأمر الذي جعل الكثيرين يتّهمونه بالعنصرية. كما شنّ إعلاميّون من السّودان هجومًا لاذعًا عليه مطالبينه بالاعتذار.

ولم يتوقّف نقد المالكي عند هذا الحدّ، بل تصدّر اسمه ترند السّعوديّة، وذلك بعد اتّهامه بالإساءة للدّين ومشاركته في مشهد أساء للدين الإسلاميّ، إذْ استغرب روّاد التواصل الاجتماعيّ من موقفه، معبّرين أنّه أحد الفنانين البارزين والمعروفين برفضهم الدائم لكلّ إساءة، سواء كانت اجتماعية أودينية أو عرقية.

وطالب النقاد والمتابعون المالكي بأنْ لا يكون أسيرًا لـ "شخصيات مستهلكة"، رغم تميّزه فيه ونجاحه وبراعته، مؤكّدين أنّ لديه القدرة على الخلق أكثر من ذلك، وإذا كان هناك هبوط أو ضعف، مثل التكرار الممل والحلقات الضعيفة والهفوات الفنية، فهو قادرعلى تقديم المزيد من الأعمال الفنية، إذا وجد النصّ القويّ بالفكرة الجديدة والقصّة الواقعية والسيناريو المتميّز والحوار المكثّف والمتماسك والواضح والمفهوم.

google-banner
foochia-logo