من أكثر الأمور التي تشغل بال أيّ أمّ بعد وضع مولودها أنْ يتطوّر وينمو جسده بطريقة سليمة وصحية، وأنْ يكون طوله ووزنه ضمن المعدّل الطبيعيّ لتطوّر أيّ طفل طبيعيّ.
وقد يكون وزن الطفل عند ولادته هو الذي سيحدّد ما إذا سيكون تطوّره خلال الأشهر القادمة طبيعيًا أم لا، بحيث يُفترض أنْ يكون بين 2.5 - 4 كيلوغرام تقريبًا.
عوامل تلعب دورها في وزن المولود
عن هذا الموضوع، تبيّن اختصاصية التغذية نغم ضيف الله، أنّ وزن المولود يتأثّر بعدّة عوامل منها: العامل الوراثيّ وجنسه وتغذية الأمّ أثناء الحمل وعمرها، وما إذا كانت حاملاً بتوأم أم لا.
إذْ من المفروض أنْ يكون وزن المولود بعد الشّهر الخامس ضعف وزنه عند ولادته، وهذا سيكون المؤشّر الأوّل لتطوّره السّليم. أما عند بلوغه السّنة، فيجب أنْ يصل إلى 3 أضعاف وزنه الذي كان عليه عند ولادته.
بالمقابل، نوّهت ضيف الله إلى أنّ نزول وزن الطفل خلال شهره الأوّل أمرٌ غير مقلِق، لا سيما أنّه يفقد 10% من وزنه خلال الشّهر الأوّل من عمره وسرعان ما يعاود اكتساب هذا الوزن من جديد بصورة طبيعية من خلال رضاعته، كما يفقد بعضًا منه أثناء عملية التسنين بسبب عدم رغبته بالطعام.
سبب نحافة جسمه
هناك عوامل تؤثّر على وزن الطفل وزيادته، أوّلها وأهمّها وفق ضيف الله، هو سوء تغذيته، وعدم حصوله على سعرات حرارية كافية، جراء عدم اهتمام الأم بتغذيته بأغذية متنوّعة وغنيّة بالفيتامينات. ولكنْ يمكن معالجة ذلك من خلال إدخال الطعام له تدريجيًا، بدءًا من شهره الرابع، على أنْ تكون أغذية سهلة البلع، خصوصًا إنْ كان يعاني مشاكل بالفكّ والبلع.
ومن الأسباب الأخرى التي ينتج عنها طفل ضعيف البُنية، إصابته بأحد الأمراض، كالارتداد المعويّ المريئيّ، أو عدم فاعلية البنكرياس، أو ربّما ولادته بوقت مبكّر، بحسب ضيف الله.
نتائج تلك النحافة
ترى ضيف الله، أنه ومع مرور الوقت، تعرِّض عدم زيادة وزن الطفل بما لا يتناسب طرديًا مع عمره، إلى إصابته بمشاكل النطق وصعوبات التعلّم وتأخّر التطوّر الحركيّ عنده، وإصابته بكسل عام، عدا عن مشاكل وتأخّر في البلوغ.
وهذا ما يدعو الأم للاهتمام بتغذيتها أثناء الرّضاعة الطبيعية لانعكاس تغذيتها على صحّة طفلها، إلى جانب الاهتمام بتغذيته بعيدًا عن أيّ نظام غذائيّ غنيّ بالألياف والدّهون، كي لا يوفّر لهما طاقة قليلة.
الحلّ الأنجع
برأي ضيف الله، من المهمّ إدراك الأبويْن أنّ معدل زيادة أو نقصان الوزن بين الأطفال أمرٌ متفاوت بينهم، ولا يجدر الحكم عليهم جرّاء مقارنتهم بالآخرين.
والأهمّ، عدم أخذ الأمّ بكلام الآخرين فيما يخصّ تغذية طفلها، فهي الأقدر على تحديد حاجاته ورغباته، فما يلفت الانتباه، هو اعتقاد بعض الأمهات بأنّ إعطاء الطفل أكثر من نوع ومصدر غذائيّ بنفس الوجبة، أمر صحيّ ويزيد من وزنه، ولكنّها لا تعلم أنّ هذا الخلط قد يسبّب له تلبّكًا معويًا، أو الاستفراغ في بعض الأحيان.