اكتشف باحثون أنّ مرض الحصبة يُصيب الجهاز المناعي بالشلل لمدة طويلة تصل إلى 5 سنوات لأنه يُهاجم أنظمة الجسم الدفاعية بشراسة.
ونشرت صحيفة " ذا صن " البريطانية، أن باحثين من معهد ويلكوم سانجر وجامعة أمستردام أكدوا على أهمية التطعيمات الطبية للأطفال ضد مرض الحصبة بسبب التأثير العنيف لهذا المرض على الجهاز المناعي لمدة طويلة تصل إلى 5 سنوات في الحالات التي لا تتلقَّ التطعيمات في مواعيدها المحدّدة، والذي يؤدي إلى الإصابة بمرض فقد المناعة وارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال، حيث في بعض الحالات يكون تأثير مرض الحصبة قويًا ويقوم بالقضاء على الجهاز المناعي بالكامل حيث أشارت الإحصائيات الحديثة أن 1 من كل 75 طفلًا يموت بسبب هذا المرض.
نُشرت هذه الدراسة الطبية الجديدة في مجلة "Science Immunology" الطبية، بعد إجراء تجارب على 26 طفلًا لم يتلقوا التطعيم وتأثير ذلك قبل وبعد الإصابة بالحصبة وأتت هذه الدراسة بعد ارتفاع نسبة الوفيات إلى الضعف في غضون عامين فقط، وأثبتت أن الأطفال الذين تعافوا من مرض الحصبة سيظلّون عُرضة للإصابة بأمراض فتاكة مثل الأنفلونزا المزمنة والالتهاب الرئوي لسنوات قادمة على الرغم من شفائهم من الحصبة.
ففيروس الحصبة يتسبّب بمسح دور الجهاز المناعي في الجسم ويُصيبه بالشلل ويُفقده القدرة على مقاومة مسببات الأمراض الخطيرة الاخرى داخل الجسم فإنه يستنزف إمدادات الجسم من نوع معين من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلية B فعندما يلتقط الجسم مرضًا جديدًا، تقوم الخلايا ببناء بروتينات تمسك بالجرثومة وتحولها إلى بروتين آخر ليقوم بتدميرها والقضاء عليها وتستمر هذه الخلايا في بناء هذه الأجسام المضادة وتصاب هذه الخلايا بالشلل بعد الإصابة بالحصبة حيث تمسح ذاكرة الأنظمة المناعية في الجسم وتُتلفها ويؤدي ذلك في النهاية إلى تلف الجهاز المناعي.
وكتب الدكتور دوان ويسمان، أستاذ الطب في مستشفى بريجهام أن أجساد الناجين من الحصبة تُكافح للدفاع عن أنفسهم ضد مُسبّبات الأمراض الأخرى ومن الممكن أن يصابوا مرة أخرى بفيروس الحصبة نفسه وأكّد على أن فيروس الحصبة يقضي على خلايا البلازما الموجودة في نخاع العظام.