يختلف كثيرون حول مسألة الاعتقاد بوجود أشباح، فهناك من يصدّق وهناك من لا يصدّق، فيما أماط باحثون النقاب مؤخرًا عن كشف مثير، مفاده أنّ استنشاقنا العفن السّام الذي يتراكم في البنايات القديمة قد يكون السّبب وراء مشاهدتنا تلك الأشباح.
وبينما أظهر مسح أُجرى عام 2009 أن 18% من البالغين الأمريكيين سبق لهم مشاهدة أشباح من قبل، فقد أكّد شين روغرز أستاذ الهندسة المدنية والبيئية بجامعة كلاركسون، أنّ لديه حدسًا حول ما يحدث في واقع الأمر، موضحًا أنّه حين يتكوّن عفن ويتكاثر، فإنّه يخلق جراثيم في الهواء، يمكن للأشخاص أنْ يتنفسوها لاحقًا.
وألمحت دراسة أخرى أجريت في ذلك العام أيضًا، لوجود علاقة محتملة بين بعض أنواع العفن السّامة وأعراض من بينها اضطرابات الحركة والهذيان والخرف واضطرابات التوازن والتنسيق، حيث يتوّلد لدى الإنسان ذلك الشّعور المخيف، حين يتواجد بالأماكن القديمة المرعبة، وحينها يشعر أنّ الأشياء من حوله ليست على ما يرام نوعًا ما.
وتابع روغرز بقوله: "أنا مهتمّ منذ فترة طويلة بقصص الأشباح، استكشاف الظواهر الخارقة للطبيعة، العروض وغيرها من الأشياء ذات الصّلة، وسبق لي أنْ ربطت بين تصوّر البعض مشاهدته الأشباح، وبين تلك الجراثيم الفطرية التي تعجّ بها البنايات القديمة، إلى جانب عدم كفاية التهوية وتردّي جودة الهواء الذي يستنشقوه".
وأضاف روغرز: "كما أنّ التواجد في مكان مرعب قد يمهّد لكِ المشهد للبحث عن أشباح، وثبت أنّ العفن قد يكون هو الشّيء الذي يدفعكِ لتصوّر أنّ أحدهم قد مرّ من جانبكِ".
وواصل روغرز حديثه قائلا: "وإلى الآن ما تزال تلك العلاقة القائمة بين الجراثيم الفطرية والظواهر الخارقة مثارًا للتأمّل والتدبّر؛ فظاهرة البنايات التي تسكنها أشباح ظاهرة متداولة على نطاق واسع جدًا، لكنّها لم تُبحَث بشكل جيد. وغالبًا ما كان يحكي الناس عنها في بنايات قديمة تعاني أيضًا من تردّي جودة الهواء بداخلها".
وقال أيضًا: "وبالمثل، تحدّث بعض الناس عن تعرّضهم لنوبات قلق، اكتئاب وتأثيرات أخرى نتيجة التعرّض لملوّثات بيولوجية موجودة في هواء البنايات من الداخل. ونحاول الآن استكشاف ما إنْ كانت بعض القصص التي تُروَى عن تلك الظاهرة ترتبط بوجود ملوّثات بعينها في هواء البنايات الداخليّ أم لا، وذلك على أمل الوصول لنتيجة حاسمة".