تحوّلت الثورة وموجة الاحتجاجات التي بدأت في لبنان منذ حوالي 15 يومًا إلى فورةٍ غزت عالم السوشال ميديا بخاصةٍ لجهة انتشار الفيديوهات الساخرة، فضلًا عن النكات التي كانت تمس شخص عدد من المسؤولين السياسيين.
ومع انطلاق الحراك الشعبي انتشر فيديو ساخر يعود لحوالى 3 سنوات لامرأة تدعى جيهان خوري، كانت تعبر خلاله عن فرحتها للتوجه إلى قصر الجمهوري بعد انتخاب العماد ميشال عون، رئيسًا للبنان معبرةً بالقول: "أنا مبسوطة، كتير مبسوطة"، ما دفع عددًا من الأشخاص إلى استخدام هذا الفيديو اليوم بطريقةٍ مستفزة وفيروسية، من دون مراعاةٍ لمشاعرها متسهزئين بعباراتها وصوتها.
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه لنشر صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن تداول رقم هاتفها الخاص والاتصال بها وسؤالها اذا كانت "مبسوطة" بعد استقالة الحكومة.
وفي هذا السياق، أكدت خبيرة الإتيكيت والبروتوكول الدكتورة سلام سعد، أنَّ لكل شخص حرية التعبير بالطريقة التي يجدها ملائمة، من دون أن يكون هناك وجه حق لأي شخص بالاساءة بطريقة تحولت إلى تنمر انعكس سلبًا على الصحة النفسية للفتاة التي وبحسب قولها لم تخطئ بالتعبير عن رأيها، مؤكدة ان كل شخص يساهم بانتشار هذا الفيديو هو "متنمر" تجرد من أدنى الحدود الأخلاقية.
وقالت الدكتورة سلام إن "الصبية" لم تخطئ، فهي كانت تعبر عن لحظة فرح مرت بها، ولا يحق لأي شخص أن يجعلها مثارًا للسخرية، فهي بالنهاية قد تكون أختًا أو ابنة أي شخص هزأ منها.
وأضافت أن تلك الفيديوهات تصبح ترندًا بسرعة، لكن يجب على كل شخص التفكير قليلًا قبل نشرها هنا وهناك دون غاية مفيدة، خاصة وأن كثيرين أخذوا رقم هاتف تلك الفتاة لإزعاجها ومضايقتها بمكالمات ورسائل مسيئة.
وسـألت الدكتور سعد كل شخص تداول الفيديو، هل ترضى بأن يتصل بك هذا الكم من الأشخاص للاستهزاء بك؟ وهل ترضى ما حصل، على نفسك أو على أفراد عائلتك؟
الفيديو المرفق، يعرض المقابلة التي أجراها موقع "فوشيا" مع خبيرة الإتيكيت والبروتوكول د. سلام سعد؛ إذ سلطت الضوء على ظاهرة انتشار هذا الفيديو وطالبت الجمهور بحذفه والتوقف عن تداوله.