يتفق الجميع على أنَّ حليب الأم أفضل صحيًا وغذائيًا ونفسيًا للطفل، ولكن تضطر الأم أحيانًا لظروف عملها أو دراستها أو مرضها أن تجمع بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية خلال اليوم.
هذا الخلط أمرٌ يفرض على الأم الالتزام لمدة شهر على الأقل بالرضاعة الطبيعية الكاملة لاستمرار تحفيز إنتاج الحليب، وزيادة عدد الخلايا المنتجة له، ثم إدخال الحليب الصناعي تدريجيًا لكي يتقبّله طفلها.
يفيده ويضرّه في آنٍ واحد
عن هذا الجمع بين الحليب الطبيعي والصناعي خلال اليوم، أفادت أخصائية التغذية نغم ضيف الله، بأنَّ فائدة الصناعي تكمن بإعطاء الطفل تغذيةً كاملة في حال كانت الأم مريضة أو عاملة، أو تعيش ظرفًا ما يعيقها عن إرضاعه طبيعيًا.
كما أنه يزيد من احتمالية إصابته بفقر الدم وإصابته بارتفاع درجة حرارته وإصابته بنزلات البرد والإسهال وعسر الهضم، بخلاف حليب الأم الذي يبني له جهازًا مناعيًا قويًا، ويسهّل عنده عملية الهضم.
ولكن، لوجود اختلاف بين حليب الأم والحليب الصناعي من حيث الطّعم، فإن الأخير يتميز بثبات طعمه، فيما الطبيعي يختلف باختلاف الطعام الذي تتناوله الأم، ومع الوقت، قد يفضل الطفل الطعم الثابت عن المتغير، فيرفض حليب أمه وتعدد نكهاته، وبالتالي خسارة كل فوائده، ومن ثم إصابته بأمراضٍ عديدة، بحسب ضيف الله.
الأم تتأثر أيضًا
هذا الضرر لا يقتصر على الطفل فقط، إنما على الأم أيضًا، فقد يضعف إنتاج جسمها للحليب من خلال إضعاف هرمون أوقزيتوسن المنتج له، خصوصًا في حال زيادة نسبة الرضاعة الصناعية واعتياد الطفل عليها؛ ما يجعل العودة للرضاعة الطبيعية الكاملة أمرًا صعبًا على الأم وطفلها، فيسبب لها ضيقًا نفسيًا نتيجة هذا الرفض.
حل جذري للمشكلة
ولمساعدة الأم إعطاء الطفل حليبًا طبيعيًا عند غيابها عنه، يمكنها شفط حليبها باستخدام شفاط يدوي أو إلكتروني، ومن ثم تخزينه في أكياس صحية أو زجاجات خاصة متوفرة في الصيدليات تُقفل جيدًا، لكي يُعطى للطفل عند جوعه، بحسب ضيف الله.
شريطة حفظ هذا الحليب في درجة حرارة 25، حتى يظل صالحًا لمدة 4 ساعات بعد الشفط، في حال كان غيابها قصيرًا. وفي حال تم حفظه بالثلاجة فيكون صالحًا لمدة 24 ساعة بعد الشفط؛ إذ يمكن استخدامه في حال غياب الأم عنه لمدة تصل من 8 – 10 ساعات.
فيما يكون الحليب صالحًا لمدة أسبوع بعد الشفط، عندما يُحفظ ويُجمّد في الفريزر؛ إذ يمكن استخدامه في حال غياب الأم لفترة طويلة بسبب مرض أو سفر.
وعند إخراج الحليب من مصدر البرودة سواء كانت ثلاجة أو فريزر، ركّزت ضيف الله على ضرورة إخراج الكمية التي تناسب الطفل فقط، بحيث تُسخّن من خلال وضعها في وعاء دافئ، ثم تُعطى للطفل بعد خضّ العبوة جيدًا لإعادة دمج الدسم مع باقي مكونات الحليب، فيُستخدم على مدى ساعتين من بعد التسخين.
ولضمان بُنية صحية ونفسية أفضل للطفل، دعت ضيف الله إلى ضرورة البدء بإدخال الطعام تدريجيًا بعد 4 شهور من رضاعته، وهذا ما يساعد الأم على تقليص عدد مرات إرضاعه، والتخفيف من عبء المسؤولية النفسية نحو طفلها جراء ظروفها.